شعر فصحى

حمدان طاهر المالكي

حياة أخرى

قصيدة للشاعر العراقي: حمدان طاهر المالكي
……………………………..

القتلى الذين لم يجدوا قبرا
يعيشون في عيوننا
مثل دموع يابسة.

2

لا تنتظرْ منّي
أن أصفَ الوردةَ
أنا شجرةُ شوكٍ
نبتتْ تحتَ ظلِّ قبر .

3

غاب أخي كثيرا
حتى لم أعد أتذكره
لكنه زارني في الرؤيا
على هيئة طائر
حين دنوت منه
صرت شجرة.

4

لم يحدث شيء
سوى أننا أغمضنا عيونهم
واتجهنا بهم
صوب البيوت المنهكة,
في الليل جمعنا صورهم
ورتّبناها حسب أعمارهم
وبكينا دون دموع.

5
بعد أن عدنا من المقبرة
عاد أخي معنا,
لم ننتبه إليه
وبمهارة لا يجيدها
سوى الموتى
دخل عيوننا
لكن دموعنا المالحة
ذرفته عند الطريق البعيد.

6

يغسل القتيل جرحه
بدمع الأم
ويعود إلى قبره
مثل وردة اصطناعية.

7
بعد أن غاب كثيرا
وجدناه أخيرا ,
أخي الذي صار جمجمة
بين أسنانه
كلمات كثيرة لم نفهمها .

8

الذي وقفنا طويلا عنده
لم يكن طابورا للخبز
ولم يكن طابورا للأمل
لقد كان رصاصة في الرأس .

9

الوردة التي وضعتها
على قبر طفل
صارت بستانا.

10

سيأتي اليوم
أصدقائيَ القتلى
نذهب معا
إلى المقهى الذي نحبّ ,
سنضحك كثيرا
أنتم تنسون موتكم
وأنا أنسى حياتي .
……………………………
(*) من مجموعة ما يضيؤه الظلام ويطفئه الضوء

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً

إغلاق
إغلاق