شعر فصحى

بسام مسعودى

و أنت غريبـــة
لم تنصفك ثأليل القوافي
في قصائد الوجـود
و أنا فيك غُربة رجل ركل
قطط قلبك تموء بغضب الجوع
تركتك وقت
قهــر
تركتك لأبحث عنك
في زحـــام المدينة الحالمة
لها جبل لم يفقه تغريبة النزوح
معها حواري شاخصة
قهرتها ضواري الحرب
لديها رجال الحرف
والذهاب لمدائن الرزق
تذود عن بلاد السعيدة
غثاء الجهل
و جوع الفكر
تركتك وقت كان الفجر
يزهر بوجه أمي القروية
لها تجاعيد أسفي عليك
و في فمها عطش لقهوة مُرة
مثل مُر ركضي خلف عطرك الهالك
من التشتت داخل
أنوف الرجال الفالتة
و أنت أنصاف عودة
لن تبرك إنتظاراتي لك
على قارعة العُتم العليلة
أنتظر حلول المساء كل ليلة
و أذهب بي ساقية المواعيد بيننا
حتى لا تلفحني
ظنون الأفواه الشامتة
و لا نظرات العيون الجامحة
تتصيد تغاريب الحب
بين رجل وجل و امرأة نفرت لذلك
بين رجل عالقة على كتفيه أثار
ربتك له
وقت كان يبحث على كف ناعمة
تربت عليه
حبٌ بين و بين بينك
ذلك البين الهرئ
معتلٌ ظلي من حينها
و شتاتك أنك غريبة فردت للقهر فُرش
روحها تعين جثتي كلما مسني الكلل
للبحث عنكِ داخل
فلوات مدينتنا الحبيبة
داخل جحور القصائد الخرفة
و هي تذود عن الحرب و نازحي المدينة
و لم تذ عنك من يوم صرتِ غريبة
و أنا تغريبة النصوص
حين تكتبني رجلاً عزِفَ عن
حبك و ترك روحه تهيم كل المدينة
تركض خلف عطرك
باحثاً عن أنثى شرهة للغربة
فأعود بها لمنازل الويل تسكنها
مذ دهران الرجاء والويل
و جسده الهرئ لم يفقه لِمَ فُرش روحك
الوثيرة لِمَ لم تغري روحه للنوم فيها .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً

إغلاق
إغلاق