روائع الأديب ماهر نصرروائع الشاعر ماهر نصر

الشاعر ماهر نصر

الحفار

شجرة

منذ هذا

تحت شجرة مرسومة في لوحة معلقة على جدار

أجلس

أقابل الأصدقاء القدامى

نغتاب الأشجار

نشرب كلمات لا يعرفها الطير و لم نتوقها من قبل

من يد طاهية ماهرة نأكل

لم تخبز يوماً

غير عجين الذكرى

و لم توقد ناراً كي تطبخ وردة

أهديت الوردة لامرأة تجلس مثلي

تحت شجرة مرسومة في لوحة

القدامى من الأصدقاء

يتركون وجوههم عندي

و يسرقون وجهي

يرحلون

منذ هذا الصباح

أتقن النظر من نافذة

أطل على أشباح

هم يصعدون شاحنة تنقلهم

من محطة لا تقف عندها

لمحطة أخرى

حيث لا أحد هناك لينتظرهم

لا يزعجهم غير احتكاك جسد رجل حزين

بجسد إمرأة

تعشق الحزن عن باب الشاحنة

من نافذتي

أرى ظلاً

يتقافز حول مائدة فارغة

و بزلطة يتصبر

يستحلب ريقاً

يسقط ككلمة ذابلة

يمضغها طفل عجوز

يستند إلى جدار

و يتكيء على أغنية في ميدان لا يعبره المارة

منذ هذا الصباح الذي

أعيد تسمية الأشياء

النجمة ماءً

ربما

لأنها تدمع بالبرق إذا نظر إلىّ القدامى

و الماء نجمة

هل كان ابني يضع الملح في مائه كي

يصنع بحراً يتكلم للنجمة ؟

أم وجوه القدامى

كنجمة بعيدة داخلي تغرق؟

هم يزعجون امرأة تجلس مثلي

منذ هذا الصباح الذي لم يكن

مازلت أسير ، و أفتح نافذة

أصعد شاحنة و أغني

و أُعيد تسمية الأشياء

و أجري منزعجاً و وحيداً

داخل قبري

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

إغلاق