الثقافةشعر فصحى

نبيلة الوزاني

المغرب

خربشاتٌ … مبْحوحَة
——————–

كم حرفٍ تزيّنتْ لهُ عيني
بكاملِ أناقتِها
وكثيرا ما ارتدتْ
عدستَها الفاخرةَ
ذاتَ البلّورِ
ما فوق السينيّ
يقيناً منها أنّ الخطابَ
من عنوانِه يُقرَأ
( وبعضُ العناوينِ مَصائِد)
عبارةً عن استعاراتٍ مُبرمَجةٍ
وما يأتي لمْلماتٌ
عجّتْ بها سلّةُ كلماتٍ
ممّا فاضَ عن غُيومٍ
مُحترفةِ الهُطولِ
و فتافيتُ نزقٍ ُمكدّسةٌٍ
في جيب مُقتنصِ إبهارٍ
تشرئبّ رِقابُها
من خلفِ عتمةِ معطفِهِ
مُغازِلةً لهفةَ عابرِ بوحٍ
تُلفتُ جُنوحَهُ
تستجدي شفقتَه
ولتختلسَها صائدةُ نبضٍ
فتدُسّها بين غمزاتِ غنجٍ
كشفَ عن ساقيْه
~~~~~~~~~~~~~~
( الطمعُ مُعضلةُ الخَواءِ
والرقصُ على حبالِ الغوايةِ
عمليّةٌ مُبتذلةُ الاشتعالِ
لها ينيخُ طواويسُ المَراقصِ
جناحَ الحُبور )
لدى صاحبِنا مُْنتهزِ الحبرِ
مِن كليْهما
ما يناهزُ مناجمَ الأسْوَد
ولدى زائفةِ العطرِ
الغمزاتُ ميزانُ المِنصّات
فتعُود عيني والعناوينُ
بذُهولٍ ترُادفُه الخيبة
~~~~~~~~~~~~~~
الغناءُ بأصواتٍ
مبحوحةِ المدى
تماماً
كصلاةٍ دون وضوءٍ
لا تُقبلُ تراتيلُها …
أيّ قلمٍ أعوجِ المجازِ
يبكي حبرُه تجعّدَ جداولِِه
وشتاتَ رقراقِها
كصورةٍ فوتوغرافيّةٍ
مخدوشة عين ضوئها
زائف وقودُها
هل هو ذنبُ المدادِ
أم عيوبٌ
مُكتسَبَةُ عن نضوبِ النّباهةِ
ليأتيَ الحرفُ منحرفاً
كخربشةٍ مقصوفةِ البدْءِ
مُعتلّةِ الخُطى؟
ما أتعسَ المحابر
والألوانُ أوهام
~~~~~~~~~~~~~~
القصيدةُ مدينةٌ
تأبى عشوائيةَ الأزقّةِ
تعشقُ شوارعَها
و تنامُ على أرصفةِ الوجدِ
مُبلِّلةً بنزفِها
بناياتِ شغفٍ مُدلَّلة
ترقصُ مع المطر
إذا ما منحتًها
نغماتِ ضوئِك
أهدتْكَ
أسرارَ مصابيحِها
وبصماتِ قُزَح
لتتوهّجَ الزّنابقُ
في شرفاتِ المعنى
و يأتيَ النّبضُ
بما يشتهي الغرق.

،،،
نبيلة الوزاني

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

إغلاق