أنظر للطريق الطويل المتعرج خلفي وأقول:
كيف قطعت كل تلك المسافات وأنا ميت؟!
.
أحدق في النار وتحدق في،
كلانا يعلم أن مصيرنا واحد.
.
ذاهب لأوبخ الزهرة التي دنست قبح الحياة.
.
ربما كانت الحياة اغنية،
لكنني لا أفهم لغتها.
.
على الرغم من كل شيء،
مازالت الشمس تشرق.
ياللوقاحة!
.
أفتح باب غرفتي
وباب حديقتي
وباب منزلي
فلماذا لازلت بالداخل؟
.
مسمم أنا بالحياة، وترياقي هو الموت.
.
من أين أستبدل بندقية بقبلة،
ودبابة بعناق،
وجرح بلمسة بيد،
ومسبة بابتسامة؟
.
في كل مرة أفتح قلبي على الشارع،
يدهسه المارة.
في كل مرة أغلق قلبي على حلم،
يموت وحيدا.
.
لو كانت الحياة جميلة،
لما كنا نسير بتلك الثقة نحو النهاية.
.
كلما صادفني الموت،
هز رأسه لي وقال: على موعدنا؟
فأقول: بانتظارك.
.
لقد تحدثت كثيرا عن نفسي.
لقد كتبت كثيرا عن نفسي.
لقد جلست طويلا مع نفسي.
من أين آتي بالشجاعة كي أفاتح نفسي بالحديث عن فراقها؟
.
أريد أن أضاجع الموت، مثلما ضاجعتني الحياة.
.
لست سحابة، لكن كلما مشيت سقطت أحلامي.
.
لم آت وحيدا، فكيف أغادر خلسة؟
.
أنا ذئب غاضب، والحياة ولد سعيد:
أريد أن أنهش أحشاءه؛
أريد أن أحرق قلب أمه عليه؛
أريد أن يكون المنظر كحادث سير بشع؛
أريد أن أقف عند رفاته وأبكي؛
أريد أن أكون أول من يموت حسرة على موته.
.
أقف عاريا تماما، ولا أحد يمتدح أناقتي.
.
“مذكرات محدودة ، لعقل مستعر”
محمد رضا محمد / مصر