الثقافةشعر فصحى

عائشة المغربي

ليبيا

صديق ذكرني بهذا النص
قصيدة جميلة للشاعرة الليبية عائشة المغربي:

ما الذي يحدث في بيتنا؟
استيقظي يا أمِّي
غرف نومنا الورديَّة تدحرجت إلى الشَّارع الخلفي
والحديقة تجري مثل زوبعة
بين الأزقَّة
الأبواب هي الأخرى تشتعل وتستغيث
النَّوافذ تطلُّ على المشهد ببلاهة
ثمَّ تتهاوى تقاطيع وجهها
النَّار تتطاير لأعلى
أظنُّ السماء احترقت هي الأخرى
وأنتم نيام
أريد أن أجري مع الحديقة
قد أكون الخيار أو الفلفل
أو القرنفل
أو حتَّى حبَّات الطماطم
أو البطاطا الملتصقة بجذورها
أريد أن آخذ كتابي
لم أعرف نهاية القصَّة
لكنَّ غرفتي تبكي وهي تحترق
تريد احتضان الماء
الجيران لم يساعدوا
قذفوني بالعصيِّ والبصقات
ودموعي لم تكفِ لإنقاذ بيتنا
ولا حتَّى بقعة السَّماء فوقنا
بكت قليلاً يا أمِّي
السماء التي كانت صديقةً لك
ماذا يحدث لنا؟
استيقظي يا أمِّي
أبي لا يتحرَّك
أطرافه تشتعل
لكنَّ يديه باردتان
جسده غادر في قارب يعوم في الشَّارع
الشَّارع يغرق في الماء
ويتفرَّج على الحريق
الكرمة باهتةٌ في وسط الحديقة التي هربت
بكلِّ الخضار والفاكهة وحتَّى الزُّهور
والطِّين يحفر نفسه
ويطير غبارٌ
سأمدُّ يدي لكتابي (ضحكة في قارب)
سأرحل في رفقة هذه الضِّحكة السَّخيفة
قد أعود ببعض الماء
أصبُّه في كأسٍ كبير
يضحك حتَّى يتبدَّد
قد يرتوي العطش في بيتنا.

(عائشة المغربي)

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

إغلاق