مجرد إشاعات
عبد الوهاب الملوح
لم يُخْبرني أحد بموتي،
الشارع الذي كنت أعبره يوميا كان جنازتي،
لم أكن في حاجة لتابوت،
كان يكفي ان تمد الأشجار ظلالها قليلا،
ويزيد صاحب الحانة في صوت أغنية الهادي الجويني،
وتتوقف شاحنة تزويد الحانات بالبيرة عند منتصف الحكاية.
يتهيّّأ للجميع أن المدينة مقبرة وهي كذلك غير أنه ينقصها كفن على مقاسها،
في كل يوم يجددون قياس الطول والعرض
ولا أحد منهم يخبرني أنني ميت بلا كفن ولا قبر يسعني،
وفي كل يوم كنت أشيع المثوى الأخير إلى سكتات قلوبهم الطويلة،
وأعود وحيدا بلا موت
إلى عزلة أخرى
لا يخبرني فيها أحد أنني حي.