زهرةُ البستانِ
إلى أشرف العناني.. وآخرين
المشاهدُ القاهريةُ تُغلقُ الليلةَ أبوابَها
المساءُ؛ يُقشِّرُ تُفاحَ الحديث ويصطفي العبارة
الفتاةُ؛ بابتسامتِها القاهرةُ للمشاهِدِ
” تنفضُ عن عينيها نُعاس الوقت”
تفيضُ مثل كارمن بنكهةِ العُنب
ودون أن تَدّعي قراءَةَ الطالعِ
كشَفَتْ عيناها تفاصيلَ ما خُطَّ في قلب القلب
المَرأةُ التي لم يُثقِل كاهِلَها
ما تَحمِلُ من خزائنِ الأنوثةِ والحنينِ
بها”أمسكنا الليلَ من عُنقِهِ الطويل”.
ودونها”سيُسهبُ الصَّباحُ في المَلل”.
باردةٌ وموحشةٌالليلة التي تمرّ بك
دون أن تجعلَ امرأةً تبتسمُ
صديقيمُرشدُ العابرين لأفراح الذاكرة
المؤذن في الأحياءِ: الموتى هُمُ الأكثرُ فهمًا للحياةِ
كانت عيناهُ تهمسان بنبرةٍ مُدوّيةٍ:
البراءةُ لم تعد سِمةً حضَاريةً
لذا سأترك وجهي عاريًا للريحِوالصمتِ
الصديق الهانئ بسبقِ الإعدادِ وفحوى التفاصيلِ الأوليّةِ
لم يعبأ بقراءَةِ أفكارِ المارَّةِ
ولم يُدركأن قلبَهُ وردةً كالدّهان
رفيقي صحرائيَّ الملامحِ والابتسامِ
الذي يعرفُ جيدًا “مزايا أن نيأس”.
ويعرفُ؛ أنني لا أُتقنُ الوحدةَ
وأنَّهُ لم يعد يُتقن الغيابَ
وأنّ صديقَهُ الكروانَليسَ مطربًا صباحيًّا
وأعرفُ؛ أنْ لمْ يساورهُ شَكٌّ أننا سَنَظَلُّ نَسبِقُ جَنازاتِنا
ونرتقي تُجاهَ حافَّةِ الهاويةِ
فَيَا أيُّها الليلُ المتلكئُ في الغياب
ليسَ للرغباتِ أن تُغيّرَ النتائجَ
والشَّبَقُ؛ كائنٌ ضعيفُ البنيَةِ
والعطشىلا يشتاقونَ مياهَ البحارِ
والصَّحرائيونَ يعرفون متى يَجيءُ السَّرابُ
هذا ما خُطَّ بلوحِ الموسومينَ