ارتداد
في الخمسين،
افكّر كثيرا في الماضي،
التفت الى الوراء
واحملق بعينين ذابلتين
ابحث عن اثار قدميّ،
عقلي الذي طالما اقنعني بان كل خطوة من خطواتي
لها مايبرّرها
ينكمش،الان،كاسفنجة بيد ساق بخمّارة
قديمة،يمسح بها ما انفلت من القوارير والافواه الضاحكة،
لم يعد يجد في الاوهام مايفي بنضجه المتأخّر،
الحلول ،التي كان يتلقّفها كثمار دانية تتساقط طوعا
من اغصان فكره،
اختفت فجأة في ظلام الظنّ والحيرة،
كنت اقلب الصفحات بسرعة،
اعدو فوقها كساحر
واخاتل الاسطر السوداء كخفّاش
كي اجد نفسي مرارا
امام بياض جديد،
في الخمسين،
كل الصفحات ترتدي الابيض
ولا يثيرني تغنّج الاسطر الراقصة..
في الخمسين،
اراجع دروسي جيدا
وابحث لنفسي عن مكان ما بين السطور،
وقد اخترع لنفسي اوهاما جديدة
كأن اعتبر خط النهاية الذي اراه بوضوح امامي
مجرّد خط افقيّ مستقيم
اضع على حافته قدمي
واطأطئ رأسي منتظرا
صافرة
الانطلاق.