(جهة الشرق)
لا أحدَ هنا ينتظرُ؛
يمكننا أن نستغرقَ كلَّ الوقتِ
في صُنعِ الحكاياتِ الجميلةِ،
والذكريات المباغتة؛
كأنها الموت،
أو كأنها الحياة الأخرى
يمكننا تلوينِها
بالطريقةِ التي نرغبُ
الطقسُ اليومَ أيضًا
باردٌ
والطيورُ في بطنِ المراكب
نائمةٌ
ومياهُ البحيرةِ
التي كنا نجلسُ أمامَها
تجمَّدَت،
وفتى المقهى يسألُني عنكَ؛
فأشيرُ إلى الصالةِ
الأخرى،
وأسألُه أن ينظرَ إليها
فيعاودُ السؤالَ
من جديد
قبل أن يرفعَ الكأسَ
ويكتشفَ أنها لا زالت
ممتلئةً
هل تتذكرُ ذلكَ
البطلَ الأسطوري
الذي حدثتُك عنه
أين ذهبَ؟
دعنا نبحثُ هناك
دعنا نسألُ
ذلك الشرطيَّ الأعمى
الذي يقفُ جهةَ الشرقِ
ربما يدلُنَا عليهِ
وربما يخبرُنا
أن وجهَ النهارِ
يَسوَدُ
وأن المساءَ سيهبطُ
علينا
دون أن نراه!
(سلوى عبدالحليم)