” جمال ”
أنا الذي أعرف
لماذا ، أنت الوحيد منّا ، بقيت هناك ؟
لا؛
لأنّك ورثت العناد
عن خالٍ مات أعزبَ في السّبعين
خال ٍفرّ من قطار “سفر برلك”؛ ليخسر عَينًا وساقًا ويربح راحة ضميره في قبو صغير
ولا؛
لتحرس دارًا مهدومةً أو أملاكًا مشطوبة
أو شجرة نسبٍ تمدّ جذورها في جبّانة كبيرة
فأنت لم تعترف يومًا بما بعد جدّ جدّك
تقول : “في ذلك الوقت دخل الغزاة ”
لا؛
لتبدّل الخلاخيل في أرجِل حمامٍ نافق
أو تنفض عن سور من الرّيحان؛ شقق تنكاته رجع القصف، غبرةَ البارود
لا؛
لتقاوم ، فلست الأكبرَ ولا الأصغر ولا الأشدّ
وكلّنا يعرف ماذا كنت تصنع من شرائط الفتّاش و” فشكات الطابو ” ؟
أمَا كنت تحشوها بجُحر فأر أو عشّ الدبابير
أو تجبلها بالزبدة والسّكر
لتهشّم أحشاء جرذ جنّن الحارة ؟
وكلنا يعرف من أولادك
أنّه لم يدخل بيتك يومًا مسدسُ عيد خلبيّ اوفخّ أوصنارةُ أومقلاع
لا؛
لتصون ، لسان حالها ، سمعةَالعائلة
ويقول الحاظي والماضي :
هاهم من صرعونا بالثورات عبر التاريخ
تركوا مكتباتهم في الخزائن
وتبعثروا في آخر ما عمّر الله
لا
لتفتّت ، بصورة أو مكالمة يقطعها بكاؤك ، حصاةَالنسيان الواقفة في مجرى الدمع
لا؛
لتستلم عناّ حصّتنا من الصّبح حتى نرجع
أنا الذي متأخرا عرفت ؛ أنك مازلت تصرّ ، وبعناد أكبر ، على قناعةٍ لم يصلها قبلك أحدٌ:
” للاسم على صاحبه حقّ
وللوطن من كليهما نصيب
وما هذه ” فلان الفلاني ” إلا واحدة
مما تركه الطغاة في أقلام الخائفين “