**ترفعها الطيور**
الخارج شاحب بلا وجوه وبلا ضجيج
الريح طليقة
كأرنب بري،
في غفلة يجوب الشوارع
حبات الحصى تطرق الجدران برفق
البيوت يثقلها خوف الأنفاس
الغرف على داخلها تضيق
الوقت يطبق الصبح على الليل
الساعات تتثاءب
الأشياء تكرر نفس الأشياء
لا أكتب ولا أقرأ إلا القليل
لا أتكلم ولا أخرج من باب صمتي إلا لضرورة
أسافر وأعود
كدعاء صامت يسافر في الروح
كل ما اتقنه سماع موسيقى العالم
وموسيقاي دامعة حزينة
أرى السماء تأكل غيمها بشراهة
والتوابيت خفيفة ترفعها الطيور
أساقط كثلج الجنائز
ويساقط ريش الوحدة من يدي ثقيلا
لا السماء هيأت مقاعدها
ولا الأرض أقعدت قلقي
كمن يجلس على كرسي مائي
ويدور…
أغوص في دموع الراحلين
الراحلون بلا جنائز
بلا ورود
بلا حزن ملون
و بلا موج يلطم الصخر خلفهم
إيمان الفالح ..تونس
