الثقافةشعر فصحى

ريم بندك

لبنان

لاتلد الشاعرات القصائد كما يعتقد البعض..
في ركنٍ هادئٍ تحت ضوء القمر
أو في مكتبٍ تسوده الكتب بتنسيقٍ متقنٍ لايعترف بفوضاهن..
لاينتقين الأقلام ولاحتى الأوراق المزركشة بزهور البنفسج.
بل غالباً مايلاحقن أطيافهن إلى تلك الزوايا المهملة و المظلمة..
قرب باب الحديقة الخلفي
في مرآب السيارات المليئ بالرطوبة وأدغال الماضي..
في مستودعٍ رثٍ يجمع رفوفاً من الأسى يكسوها الغبار والكثير الكثير من الخيبة..
لايعلمن كيف يأتيهن مخاض الكتابة..
يستجبن لدعوته كقططٍ تائهة
يحملن بطونهن الثقيلة وأثدائهن الممتلئة بالقلق ..
يقفلن الأبواب والنوافذ
وفي ركنٍ ما من الخراب و العتمة يفتتن أرواحهن
وينجبن الحياة.
يقصن حبالهن السرية ببراعة ويخيطن أرواحهن بإتقان…. يلتقطن ماتبقى من الأسى المتعلق بخصلات شعرهن
ويتركن الركن نظيفاً مبتسماً ويخرجن لهذا الكون البائس بقوامٍ ممشوق وخصر نحيل ومؤخراتٍ مشدودة
دون أن يعلم أحد
كم من الحبر بصقن حتى نضج حليب بؤسهن
وكم من النور استنزفن ثمنا لكل هذا الهذيان..

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

إغلاق