لن تكوني أُمًا جيدة
إن لم تقومي بالتجول في عقل طفلكِ
الذي يخشى عيون الفاكهة
يراقب أطرافها بتوجسٍ مستمر
ويصر على أن الربيع صديقه القادم
في باص المدرسة،
طفل يلمس الأشياء بعينيه
يلاعب الألوان بصوته
ويقرر الأشكال
حسب مزاج قفزاته.
لن تكوني أُما ناجحة
إن لم تسردي قصصًا جميلة
تحكي له فيها عن مغامرات الغيم،
كم حجرًا قد يحتاجه غدًا
ليبني جسرًا
يبدأ من قدميه نحو الشمس،
كيف يمكن (للآيسكريم) أن يكون دافئا
بلسعات باردة وأصابع زرقاء
وأن جناحي عصفورته
يدين جميلتين يمكنها أن ترسم سماء
ولا تطير.
لن تكوني أُما صامدة
إن لم تُخرجي قلبكِ المجمد من صدرك
تتركيه يذوب على درجة حرارة الآلام
تغسلينه بالدموع وتُتبلينه
بالملح والبرتقال
تطبخينه على نار هادئة
كل مرة يبكي فيها طفلك
عندما يتعثر وهو يلعب طوال النهار.
لن تكوني أُمًا طيبة
إن لم تصبغي صوتكِ بالأغنيات
تبتسمين بصمت
لأحلامك البعيدة
التي تلوحُ من أول العمر
ولا تعود.