شعر فصحى

عمر شهريار /. مصر

كأنه منتصف العمر

 

(كأنه منتصف العمر)

جسدي عقار قديم
وآيل للرحيل.
حوائطه مهدمة.
نوافذه بلا عيون.
أبوابه مغلقة على
حيوات غابرة،
وآثار من سكنوه يوما.

بصمات اﻷطفال على جدرانه
تبكي في المساء،
وتروع العابرين.
بقايا شفاه الجميلات
على أعمدته
تتراقص ليلا كجنيات شاحبة.

منذ أربعين عاما،
شيّده أبي،
واعتنت به أمي.
كانت تنظفه كل صباح،
وترعى حدائقه
ليصير قصرًا.

اﻵن،
مات أبي،
أمي شاخت،
وقصرها الموعود سكنته العناكب.

جسدي قديم،
قديم ومترب،
ترعى فيه الثعابين والعتمة
وتخشاه الجميلات،
كشبح ضرير
سلبته اﻷيام بصيرته.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً

إغلاق
إغلاق