الثقافةشعر فصحى

هدى الهرمي

رحيق متأخّر

بامكانك ان تربّي اشواك غربتك
و تتحصّن بالأشجار العارية
في وادي بكامل طيوره
لكن النبات الأخضر المتخفّي
لم يجرجره فصل القحط
مازال مبلّلا
لم اغير ماءه منذ زمن
مع ذلك
عشب حنينك الجافّ
لا يليق بحديقة آدم و حواء
تلك حماقة تستأصل تفاحة عصماء
لكنها لا تحرمني الجنّة

ثمّة روائح ملبّدة بالخيبة
طيلة زحف الريح
ثمّة رحيق متأخر
يتراكم في غبار يحجب الشمس
انتزعني من تعقّب النهار و الحيطة
مثل اعتراف عبثيّ
يلقّنني خطايا النساء قاطبة

على الرفوف الفارغة
اخترعت نباتات موسميّة
تخيّط الوقت بأشواكها الصلبة
تغلق مسامات الحائط
بأوّل اكسيد الكربون
و تغيٌر عنوانك
إثر ليل خسر طوافه المعتاد
بين ألفة الورود المجلجلة

كهواء خائب فوق بستان حزين
متروك بلا شجرة زيتون
ترتّب اكسجين يومه
مثل رجل ينسحب من معناه
بلا رائحة
لكن رحيقه تحول الى سمّ
يتمشّى في تربة خفيضة
لكن هذا العالم لا يردّد صوت شقاءه
انه أشبه براهب مُجفل
يبحث عن غاية مقدّسة

#هدى_الهرمي
كاتبة/تونس

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

إغلاق