الثقافةشعر فصحى

عبد السادة البصري

العراق

قصائد من الحياة اليومية
عبدالسادة البصري/ العراق
1 / الجنوب
هل شممتَ رائحةَ الأرض
بعد المطر ؟
هل توضّأتَ بماءِ الشط فجراً ؟
هل تفتّحتْ عيناك على الشمس وهي تُرسل خيوطَها
بين سعف النخيل ؟
هل سمعتَ صياح الديكة وهي تناغي بعضها ؟
هل داعبتْ أذنيكَ تغريدةُ البلابل،
و موسيقى الماء ؟
هل لثمتْ انفاسَك رائحةُ خبزِ التنّور،،وعبق الطلع ؟
هل،،،،
هل،،،،
هل،،،،
اذا لم تعشْ كلّ هذا فإنّكَ ل
م ترَ الجنوب حتماً ؟
،،،،،
2 /……وصية أمي

كل ليلة،،
عندما اذهب الى النوم ،
في أيام طفولتي وصباي ،
كانت توصيني أمّي قائلةً :-
لا تترك ظهركَ عارياً ،
ستصابُ بالبرد
فتمرض !
كنت اتذكر كلامها دائماً ،،
فألتفّ بلحافي وأغطّ بنومٍ عميق !!
لكنني حين كَبِرْتُ،
عرفتُ سرَّ كلامها ،،
لم تقصد الهواء البارد
بل طعنات الآخرين ، وكلامهم
فصرت اردد في سرّي :-
يا أمي الأرض مليئة بالأفاعي،،،
والعقارب تدخل حتى أفكارنا ،،
ولانمتلك غير الطيبة ، والتسامح علاجا لأنفسنا !!!
،،،،
3 /تداعيات،،،

وهكذا أيها الولد الحالم
تظلّ محلّقاً في سماوات الأمل
يحدو بك الشوقُ لبيتٍ يأويكَ
بلا منغّصات الايجار
ولا أرق التفكير به
بيتٌ،، أو عشٌ يضمّكَ
وأحلامكَ،،
احلامكَ التي ماانفكّت تمضي بقدميكَ
هنا، ،،وهناك،،،
هل ستتحقق ؟!
هذا ما ستخبئه الايام حتماً !!!!
لكنّكَ ستظلّ حالماً
مهما امتدّت الايام
وتعسّرت ،، هكذا !!!!
،،،،،،
4 /ماذا اصنعُ بــ :-
الدروعِ والمدالياتِ التي ،
ضاقت بها مكتبتي وغرفة الاستقبال ،،
الاوسمة والشهادات التي،
زاحمت كتبي واخذت حيزاً
لا فائدة منه،،
الكؤوس الفارغة الاّ من صوري ،
والصور التي تثقل جهازي النقال
فأضطر الى تفريغها في عشرات الاقراص
كتب الشكر التي لم تغنِ عن هاجس
حزنٍ ولحظة وجع
بالبهجة الفائضة عن حدها
في الجلسات
بالثناء والكلمات التي تدمي مسامعي
بفرحٍ يتلاشى بعد حروفها الاخيرة،،
بالاماكن المرتفعة التي تجبرني
على صعود السلالم،
لخوفي المزمن من المصاعد الكهربائية
ماذا أصنعُ بها،،،،
بل ما فائدة كل هذا وذاك،،
وأنا ،،،،،
عند اقتراب نهاية كل شهر
اقف حائراً،،
ومرتبكاً،،
وحزيناً،،
ومنكسراً،،
كأي صعلوك بائس ساعةَ اذ،،
يحينُ موعدُ الدفعِ لإيجار البيت ؟؟؟؟؟
….
5 / تلك الايام،،،

لم يكن السوقُ قريباً،،
كانت رفيقتي الدرّاجةُ الهوائية تتحملُ نَزَقي
كلّ يوم،،
وانا احمّلها أكثرَ من طاقتها ،،
قالب الثلج الذي اضعه بين المقعد والمقوَد ، يتعبني،،
عند صعود الجسر ،
لكنني ادوسُ بقوّة فتىً في منتصف العقد الثاني
وهكذا ،،،
تدور العَجَلةُ كلّ يوم !!
،،،،، ،،،،، ،،،،،،
بعد خمسين خريفاً،،
صار السوق صورةً
والدرّاجةُ شكلاً هلامياً
وقالبُ الثلج لمّا يزلْ
يُتعبني ،
كلّما طافَ خيالُه في ذاكرتي،،،
يا لتلكَ الايام التي رسمتْ شكلَ اعمارِنا ؟!!!! رب

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

إغلاق