الثقافةشعر فصحى

عامر الطيب

لا ألعب مع امرأة
وقتي محسوم منذ عشرين عاماً
عشر سنوات من أجل اللهو وقد انقضتْ
و عشر سنوات من أجل
نفسي و قد دفعتها نحو رفاقي دفعاً
ثمّ عشر سنوات ها هي التي
أطاردك بها
أنها حبك أنها مطبخي الرحب
فعندما تغسلين السكينة
تذكري أنها روح شاردة مثلي
و عندما تعلقينها مقلوبة على الجدار
تذكري أنها آخر كلماتي !

أتذكركِ وأنا أحكِ قدمي
كأني تعبتُ وانا أمشي
في طرق مرعبةٍ
لن تكوني نهايتها ،
حسناً ما لم تصيري الغد
فلا الأمس حسن الطلعة
و لا الحاضر يستحق القراءة على مهل !

عيناكِ دليل صحتكِ
إن بدتا محمرتين عرفت أنها لعبة
وإن بدتا عاديتين
أدركتُ أنك غاضبة مني أو من هولاكو
دخل المدينة بحذاء طويل
و قذف المكتبة في الماء
مع أن ثمة كتب عن الحب يفترض أن تتلف
و كتب عن الحب
ينبغي أن تتبلل فقط!

يبدو أنها مزحة
سأطورها كما يطور اليابانيون
فايروساً مفيداً في مكان
ثم ينفلت ضد اليد التي ترعاه
هكذا أنا أيضاً
حتى يأتي الزمن الذي
ستقول لي أية امرأة
أنني أحزن لأجلك
كما تقولين لي الآن أنني أمزح معك!

عباد منكوبون لآلهة منكوبة،
من يزوّر لنا شيئاً من التاريخ لنعيش؟
هذه الحروب التي خاضها أسلافنا
كلها كانت رابحة
نريد شيئاً من الزيف
شيئاً من الفشل
ثمة عظماء ماتوا
لكنهم بدوا مثل السفلة
ولم يحملوا معنا هذا العار!

خطفوا بلدي مني
لكنه ليس تفاحة ولا سمكة ولا كلمة
لقد كان شبحاً خائباً
قلبنا كل أوراقه ولم نعرف اسمه
سألنا عنه
ولم ننجح بمحبته
محبة البلاد العظيمة سيئة الطالع
أعرف رجلاً
أحبَّ العراق
فطردته زوجته الصغيرة من البيت !

نمتِ البارحة
و تركتِ الشتاء بارداً
لم تضعي البطانية على جلدي ،
ولم تحرقي شيئاً على مسافة مترين
من مضجعي.
أعرف أنك نبيلة
لكن أطوارك مضطربة
أحيانا تفزعين من النوم
لأحبكِ
و أحيانا تشوهين القصص كلها لأنام!

إن توقف قلبي فسأواصل حياتي
لساعات على الأقل
أطبخ و أنفخ الرماد
و أنظف زجاج ساعتي بمنديل البارحة.
الساعة تدور مطمئنة
و أنت ساحقة كأي مرض وراثي
دقائق قليلة و أطوي كل شيء
ثمة تضحية و ثمة ضحك في الأفلام
إلا أنني اخترتُ طريقي
إن أحبكِ بقلب متوقف
أجلُّ من أن أحبك بشهية مفتوحة على الدوام!

اعتبري القيامة غداً
و انصتي لنوايا الأشجار و محاسن الصدف
أنت مجروحة من رجلٍ جدير بالعتب
لكنْ لسنا رجالاً متشابهين تماماً
هناك الرجل الخفيف
الذي يدعك تتورطين ليواصل صناعة ألعابه
و هناك الرجل
الذي يختارك من أجل خلاص عديم الجدوى ..
يا يسوع
كل البشرية تتوقعك أن تكون معالجاً نفسياً
لكننا ها هنا
نفترض أنك السيد المبجل
الذي سيصنع لنا الورد !

لا تغادر مكانك هذا ما لم تكن
لك حبيبة في الأرض ،
كل بلد سيكون منحوساً
مثل رجل أشعث الرأس و ما تعرفه عن اللهب
أو عن النور
ليس لهباً ولا نوراً
أنها الكلمات التي نمت في العتمة فقط.
لكلِ رجل هبة من إله ما
و إن كنتَ عبد آلهة بائسة
فبإمكانك أن تغير وجهتك قليلاً نحو الشرق
أو نحو الجنوب
هناك الحب الذي أجّلناه
منذ فترة و هو يلح علينا مثل أرض وعرة.
وهناك السلام الذي جئنا
نؤنسه
فكوننا وحيدين
لن يجعلنا معصومين من الندم
و لن يجعل المدن الموحشة تفتقدنا ..
لا تغادر ما لم تكن متواطئاً مع الدمع
تسمع للمهاجرين
و تسكت
فإن فتحت لك امرأتك الباب
فهي حياة وفيرة
و إن طردتك
فإنها ملحمة رهيبة في التعرف على الفن !

عامر الطيب

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

إغلاق