الثقافةشعر فصحى

سالم الشبانة

مصر

لماذا يقع البدويّ في الحب!
_____________________

لماذا يقع هذا البدويّ دائما في الحب؟
الحب الذي كبئر مهجورة؛
منذ أن سقطت الشجرة الوحيدة
علي قارعة الطريق
تحت يد الحطاب الأسود.
البدوي الصارم؛
يخشي هذا الحب الأعمى،
رجال الأمن،
زلات اللسان في “مقعد” الرجال،
والمرأة الخائنة بعيون ذئبة كاذبة.
يحب بلا مبرر واضح
النبتة الصغيرة كطفل يتأتئ
علي حافة الشرفة،
رائحة النوق في الفضائيات،
آل باشينو في God father
والتزامه العائلي،
وكتب الترحال في الربع الخالي،
يبكي وحيدا في الظلام
الراحلين في البياض.
هذا البدوي النحيل،
بخمسين خريفا علي كتفه،
وكوابيس لا تهجر نومه القديم.
يكتب قصيدة النثر،
ويلبس بناطيل البلوجينز،
ويدخن كعادة أجداده
حين يحزنون.
يكذب بلا مبرر؛
حتى لا يلوث نقاء صورته،
يفسد بلا ذنب
أمومة المرأة الجميلة
حين تهمس في أذنه:
أنت طفلي الوحيد.
يصرخ في الليل الغويط،
أو يقلد عواء ذئب جائع
في حلم عابر.
رجل هش كعشب
تحت أحذية الجند الثقيلة،
متسلط كريح الخريف المتربة.
يقع في الحب
حجرًا يحرك الماء الراكد؛
ثم يجلس علي المقهى ضاحكا،
يفكر:
لماذا يقع البدوي دائما في الحب!

سالم الشبانه

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

إغلاق