▪︎
في الدّقائق الأخيرة التي تفصلنا عن العالم
ستكون حياتنا سريعة ،
و ستبدو الأماكن التي نرتادها صوراً
صغيرة تتلاشى
ثمّ أننا بينما نحاول أن نجد ساعة
صالحة نتأكد بها من الوقت
سننسى الكثير من أسماء الأيام .
في الدّقائق الأخيرة
سيتعذر على الرجل مقابلة امرأة
أو مواساتها
فما الذي يبقى من الحب
لحظة ما يتحدث العاشقان
عن مستقبل العالم
كما يتحدثان عن أصغر الموتى سناً !
…
دفعتُ يدي لتدفعك
إلى صدري
و سحبتُ نفساً طويلاً
فجردتك من ملابسك
لكنّ تلك الأشياء التي تحدث في الخيال
الكئيب
لن تكون ملائمة
للمكان الذي نعيش به
الان خائفين من أن تجوع المدينة
و تتقلص ملامح الإنسان!
…
هل سننام كما تنام الأنهار
في الليالي الطويلة
هل ستكون حياتنا القادمة
حياة الوردة التي تُنقَل من مكان إلى مكان
من أجل أن تشغل حيزها ذاته في الأماكن كلها !
…
يموت الليل على يد الإنسان
تموت الفراشات
و النمل و البيوت على يد الإنسان
يده التي ابتكرت المناديل
و البنادق
و الخيوط الساخرة في الإستعمال
خيوط للملابس
خيوط لإزالة شعر الوجه
و شعر القدم
كأنه شعر قدم أخرى!
…
سأمد لكِ ظلاً
صغيراً تتبعينه
الظل الذي يدفعكِ لمحاولة
سبق خطواتكِ
الخطوة الصغيرة تشبه المرء
الذي يسند ظهره على جدار .
و الخطوة التالية
تشبه الكلمات القديمة
التي يقولها على طريقته الآن !
…
إذا كانت حياة الواحد
منا مناسبةً بما يكفي
لأن نغير العالم
أو لنعيش بمرح الريح
أو لنتحدث بشكل جديد عن الحب
فما الذي يجعلنا قلقين
و نحن نتلمس وجود الطبيعة
في وجود الله !
▪︎▪︎▪︎
#عامر الطيب