الثقافةشعر فصحى

عامر الطيب

العراق

▪︎

في الدّقائق الأخيرة التي تفصلنا عن العالم
ستكون حياتنا سريعة ،
و ستبدو الأماكن التي نرتادها صوراً
صغيرة تتلاشى
ثمّ أننا بينما نحاول أن نجد ساعة
صالحة نتأكد بها من الوقت
سننسى الكثير من أسماء الأيام .
في الدّقائق الأخيرة
سيتعذر على الرجل مقابلة امرأة
أو مواساتها
فما الذي يبقى من الحب
لحظة ما يتحدث العاشقان
عن مستقبل العالم
كما يتحدثان عن أصغر الموتى سناً !

دفعتُ يدي لتدفعك
إلى صدري
و سحبتُ نفساً طويلاً
فجردتك من ملابسك
لكنّ تلك الأشياء التي تحدث في الخيال
الكئيب
لن تكون ملائمة
للمكان الذي نعيش به
الان خائفين من أن تجوع المدينة
و تتقلص ملامح الإنسان!

هل سننام كما تنام الأنهار
في الليالي الطويلة
هل ستكون حياتنا القادمة
حياة الوردة التي تُنقَل من مكان إلى مكان
من أجل أن تشغل حيزها ذاته في الأماكن كلها !

يموت الليل على يد الإنسان
تموت الفراشات
و النمل و البيوت على يد الإنسان
يده التي ابتكرت المناديل
و البنادق
و الخيوط الساخرة في الإستعمال
خيوط للملابس
خيوط لإزالة شعر الوجه
و شعر القدم
كأنه شعر قدم أخرى!

سأمد لكِ ظلاً
صغيراً تتبعينه
الظل الذي يدفعكِ لمحاولة
سبق خطواتكِ
الخطوة الصغيرة تشبه المرء
الذي يسند ظهره على جدار .
و الخطوة التالية
تشبه الكلمات القديمة
التي يقولها على طريقته الآن !

إذا كانت حياة الواحد
منا مناسبةً بما يكفي
لأن نغير العالم
أو لنعيش بمرح الريح
أو لنتحدث بشكل جديد عن الحب
فما الذي يجعلنا قلقين
و نحن نتلمس وجود الطبيعة
في وجود الله !

▪︎▪︎▪︎
#عامر الطيب

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

إغلاق