الثقافةشعر فصحى

عبد الوهاب الشيخ

مصر

 

في دُوَارٍ من العِشْق

شعر/ عبد الوهاب الشيخ

الفقيرُ إلى الله يُصْغي إلى كِلْمةٍ في الهزيع الأخير من العشق يحملُ ما لا يُسَمَّى ويدعو إلى الطاولاتِ صباحًا ويُسْلِمُ قلبًا لرابيةٍ من حنينٍ فتطلبُه المداراتُ .. يطلبها .. يعرجُ الصبح بي في مداها ..
الفقيرُ إلى الله علَّمَ زهرتَه أن تُغَنِّي وعلَّمَ غنوتَه أن تضوعَ كما الزَهْرِ حتى يشمَّ العبيرَ القتيلُ فيُبْعَثُ من موتِهِ ببديعِ شذاها ..
الفقيرُ إلى الله يحلمُ .. تصحبُه قُبَّراتُ المساءِ وإخوةُ يوسفَ في بئر سبعٍ وما أرسلَ القومُ واردَهم بَعْدُ واليومَ عيدُ الخُزَامى وعيدُ المحبِّين بينهمُ صِلَةُ الوَصْل والبدرُ ساجٍ يحدِّثُ بالضوءِ صحراءَ روحي ويُحْيي رُبَاها..
الفقيرُ إلى الله علَّمني حكمةَ السائرين إلى الموتِ كي يصبح الموتُ بعثًا وترتاحُ فوق الزُهَيْراتِ قطرةُ طلٍّ روَتْ مُهْجَتي من قديمٍ فقامَتْ قيامةُ روحي وأسلمني الوجدُ صوبَ بوادي المحبَّةِ فانقطعَ الخلقُ عنِّي وقطَّعتُ ما بين قلبي وروحي وأطلقتُ روحي لداعٍ دعاها ..
الفقيرُ إلى الله تدعوه للعشق كرمةُ نورٍ وتدعوهُ للعِتْق شمسُ المَحّبِّةِ يدعوه طورُ سينينَ وتدعوه نارٌ هي النورُ والنورُ منها تناهَى ..
الفقيرُ إلى الله أسلَمَني من قميصي إلى قمرٍ في تمامٍ من الحسنِ قَدُّ قميصي وأرسلني في دوارٍ من العشق غيَّبني في جمالِ زُلَيْخَا وغيَّبني في سَنَاها ..

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

إغلاق