شعر فصحى

عبد النبي حاضر

قصائد تبحث عن شاعرها

الحروف مرمية على قارعة الطريق كما قال الجاحظ وكذا الألوان والفضاءات والأرقام؛
من بوسعه، غيره، يساوق يصهر يعجن يرش يفسح يلم ينضو يُسوّي وينقش
لتتبدى اللوحة العظمى على عرش الافتنان و الافتتان

قد تعيش زمنا مع طائر جنب وسادتك
لم تعرفه ولم تصفر له زخارف ودندنات تفتح له سماء الأساطير
الشاعر من يبسط له الريح و لأجنحته ينقر إيقاعات الرواقيين تَحْفِز الريش كي يخف و يطير

تمرُّ مرات أمام نبتة على رصيف بيتك
لا تعرفها وقد يطوقها تجاهلك بإقامة جبرية
خارج حقول العين
ماء الشاعر ما يكفكف روعتها
ويرعى لها متعة حسن الجوار

طريق مغطاة بطحين خفيف مسرجة تنتظر عابرها سليل تربتها
لا تشفي غليلها ولا تجعلها تحن إلى السير
إلى أن يأتي الشاعر يطبطب على صفحة عانتها ويفتق عذريتها
بخطوة إمامية تُهَدْرِج انسيابية العبور

في الدولاب كم من أحاسيس معلقة نسيها تبلد العادة، يغلفها جفاء البلادة
الشاعر صاقلها ومُنطقها
يجلو المرايا ويبعثها من مرقدها بضربة خالق رحمان رحيم

أرواحنا طافحة بالمعادن
الغل الفضي، الخبث الحديدي والجبن الذهبي
بينما شح القيمة يخبط عيشنا
بإفلاسات باهضة في بورصات مشبعة بسلع تُضارب بالجوع والعطش والدم
الشاعر يُعدِّن ويثمن نحاس الآتين

صوامع وكنائس ومعابد
لا تأوي تأوهات الصامتين ولم تعد تشفي من تشوهات المرجفين
غادرها الله الى عزلة المصحات
الى برد الأرصفة الى فراغ أمعاء الفقراء
الشاعر مؤذن بلا طقس أو نص او شفاعة
يغني ترانيم إيمان ترجع المدى للقلب اليتيم

المجرات البعيدة حبلى بأجنة الضوء
وعتماتها وعد الحليب
قابلة قاسية ماهرة
الشاعر
يقطع حبل السرة
ويمهد كفه لحبو الوليد

الشاعر ذاك الصادق في كذباته البيضاء
الذي يسمي على غير العادة
الأشياء بغير مسمياتها
ويملأ الحقيقة بغير محتوياتها
عل الحلم يتلألأ في مخ بشرية يكاد يفوتها قطار الحالمين

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً

إغلاق
إغلاق