شعر فصحى
ابراهيم جمال الدين
وجهٌ مالح
…
أنا النيليُّ
الذي خَشَّهُ البحر
في غفلةٍ
كنتُ أنوي
أن أكون حلو المذاق
دافئًا
شفَّاف اللون
هادئًا
من أوَّل المصب
حتى التمزق
ومواجهة البحر
منهكًا.
البحر
سيئ المزاج
طفلٌ أنكره المحيط
وأقام له مشروعًا صغيرًا
وأوصى للصخور باحتضانه.
أنا بحرٌ
مالحٌ
متلونٌ بالأزرق
هائجٌ.
ولأني لستُ أصيلًا
أصطدم بالصخر
يرتمي على الرمل
زبدٌ أبيض
يشبه
النهر.
…
وجهٌ مالحٌ!
مجرد محددٍ للرؤية
علامة استرشادية
عليك أن ترى
أيها القروي
أنني
زبدٌ،
موجٌ،
سفنٌ كبيرةٌ
وشواطئ
وفرحٌ بطعم الملح
حبٌّ بطعم الملح
وجعٌ
وأنا صاحب مفردة اليود
وجهٌ قرويٌّ
حملته مراكب الشمس
من أقصي الجنوب
إلي الحد الفاصلِ
بين المالح والعذب
أنا انفصامٌ
بين مراكب شراعيةٍ
وحاملة الحاويات
موزعٌ
بين لينٍ وقساوةٍ
كل هذي الثرثرة؟
وجهٌ مالحٌ
وكفى.
إبراهيم جمال الدين