إمرأةٌ عابرةٌ
…لكنها لم تأتِ كما يأتي النهار.
ذلك النهارُ الذي صعدَ جدارَ شيخوختي ،
كما يصعدُ سلماً،
نسيه نجارٌ في صدري ،
تاركاً ظلَّه ،
أو تاركاً ظلي وحيدين في العراء.
ربما بذرَهما في حديقةٍ
_رسمها طفلٌ على ورقته_
أو كشجرة تلقي صغارَ عصافيرها
_في سكةِ العابرين لجثتي _
لمدينة لا يسكنها ظلٌ
واليمامُ لا يقيمُ على نوافذها.
…لم تأتِ كما يأتي ليلٌ.
الليلُ لا يرقِّمُ بيوتَ المفقودين
في حروب ٍ تدور بين فريقين.
أنا وظلي ،
جيشان متصارعان.
من يفوزُ بالحزنِ منهما ؟
والنجومُ التي تعوي ككلاب ٍ جائعة،
وتعصبُ رأسها ،
كما تعصبُ أمي رأسها،
مِن صداعِ أفراحها
حين تدور القططُ حول مائدةٍ خاوية .
تلك النجوم ُيجفُ زيتها،
كلما بلعَ عاشقٌ أغنية ،
لذبيح ٍ يمشي بيننا في الشوارع،
أو يجلسُ فوقَ مقاعدنا في المقاهي.
الليلُ لا يُحصي ذكرياتٍ هجرتْ غرفتك ،
أو يغطي باللحافِ قبلةً نائمة،
أو يرشُّ عطراً لقادمةٍ من حزنها.
الليل لم يأت ِ
كما لم يأت ِ النهار.
وهي لم تكن غيرَ ظلٍ
لمرأةٍ تعبرُ الذكريات
وتقيم ُ بهدوءٍ سرادقاً لعزائي.