هكذا أحبّ
سامح درويش / المغرب
1
هكذا أحبّ،
أنْ أخْضَرَّ وأخْضرَّ
ويسْريَ في الكلمات يَخْضُورِي،
حتّى تظنّ العَصافيرُ
أنّي شجَرة،
فتحُطّ فوْق أغْصانِي.
هكذا أحبّ ..
أكْتبُ ارْتعاشَة الغصْن
كلّما طارَ من فوْق الغصن
عًصْفور.
2
هكذا أحبُّ،
أنْ أصْغُر وأصْغر وأصْغرْ
حتّى أصيرَ
بِقامَة زهْرةً في الخَلاء،
بلا اسْمٍ
ولا أصيصٍ ولا سياجْ.
يكْفيني أريجِي
و كأسِي و تويْجي و بَتلاتي،
يكْفيني حَنانُ الرّياحِ
هنالك،
في الرّبْع الفَسيح.
هكذا أحبّ،
أنْ أنسى من أنا،
وأصيرَ زهْرة في الخَلاء.
3
هكذا أحبّ،
أنظرُ إلى غيْمة
فتَحْبل منّي
ثمّ .. تمْطرُ لي
مطرًا – كما تروْن –
يُشْبهُني .
خُذوا قطْرة
تجِدوا في القطْرة
جِينَاتِي .
4
هكذا أحبّ،
أنام في هذا الفراغ الوثيرِ
كلّما اسْتفقت
وجدْتُ لي مُتّسعا للْهبوب .
هكذا أحبّ،
أتحسّس ضفتيَّ
ومن حين لحين أشرب منّي
بعْض الخرير.
5
هكذا أحبُّ،
أنْ تُحبّني كلمَاتي،
أنْ تُقبّلَني،
فتَظْهرَ هكذا أشْعاري
مُجرّدَ
أثَرٍ لأحْمر الشّفاهِ
6
هكذا أحبّ،
أنْ أرقْرقَ وقْتَ الغُروب،
وأنْ يقْشعرّ هكذا
مائِي،
كمَا لوْ مَرّ علَى صفْحتي
رفِيفُ يعْسُوب.
هكذا أحبّ،
أنْ يُتِمَّ الحرْف بهْجتَه عليّ،
فأكونَ كمَا أحبّ ،
أنا النبْع،
أنا الجدْول،
وأنا المصبُّ.