شعر فصحى

فواز القادري. المانيا

في. بيتها نهر

 

بيتها على النهر

آخر ما انتظر الشاعر
أن لا يكتب عنك في الكبر
لم يتوقّف منذ أوّل قبلة
بيتك وهو يحتفي بالقبلات المسروقة
النهر الماهر يصنع مويجاته الناعمة
ويصغي إلى سيرة حبّكِ بهدوء
الشاعر يسرد ولا يخفي شيئاً:
الغرفة الرحيمة الساترة
الشبابيك كأعين المخبرين
الأسرّة تفضح أخفّ عناق
عندما شربت درجات غرفتك ماء الخطى
تفتّح ورد في روحه القاحلة
كلام يتعنقد على شفتيك قبل القبلة وبعدها
سيل من أشواق كافرة لا ترحم
المعاني تنفرط تماماً
وتتحوّل إلى قصة حب بلا خاتمة.

**
بيتها على النهر
امرأة عيد لا يشبه الأعياد
ملأتْ بيتها بعصافيري وقططي
ولم تعد تستطيع النوم
لبستني على جلدها الحار
حتى امّحى الفارق بين جسدينا
يكتمل قمرها الميلادي بعد كل ولادة
ويبدأ هلالها الهجري
أنجبر كجميع العشاق المباركين
أصوم وأصلّي على مذهبها
ترتديني وتتباهى بما يطرأ من جمال علي
حريق مائي يشب في جسدي فأورق متأخراً
كانني حبّة حنطة منسية في تراب جائع
انا خصم هذه الهزائم التي تتكرر
منذ الطفولة البعيدة
أتعالج من نفوق الأحلام المبكر ولا أشفى
انا خصم كوابيس أعيادها العنيد
أواجهها بفرحي الأعزل
أمد لساني لليرات والأحذية الجديدة
وأمشي في الأرض مرحأً
لا تسعني أرجيح الدنيا
أملأ النهار بالضحك واللعب
وأخبّئ دمعتي الخبيثة لآخر الليل.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً

إغلاق
إغلاق