#البحث دائمًا عن أورا …
يعلنونَ اسم فيليب مونترو كأستاذ متخصّص في التّاريخ
لمْ يكنْ رأس مونترو ينفعه بشيء
ففي النّهاية ليس لأورا أثر هنا ولا هناك..
لقد اصطحبَ نفسه و كتبه إلى مدينة خالية لكنْ حتّى المدينة الخالية مليئةً بالجّثث ..
دخلَ مونترو على خالة أورا
وهي ترتّب ملابس زوجها الميّت منذ نصف قرن
لقد التقاها زوجها في مدينة خالية أيضًا
بعد أنْ أعلنوا اسمه كأستاذ متخصّص في التّاريخ ..
بدأتْ خالة أورا تسرد قصصًا
طويلةً و بدأ مونترو يكتبُ الهوامشَ الّتي
يجدها مشابهةً لهوامشه أيضًا
كان جسدُ العجوز مشتهى تمامًا مثل السّاعة الواحدة بعد منتصف ليلٍ عاصف و كانت الأغاني الخفيفة تنحبُ
في الخارج..
قالت خالة أورا :-
لقد أخذني من يدي إلى الموت فتربّيت على ذلك،
كلّما وجدتُ شبحًا مخيفًا اخترعتُ له اسمًا
سألها مونترو
و عندما يكون هناك المزيد من الأشباح
و الأسماء نفسها
ماذا نفعل
لا تقولي نكتب القصص الغراميّة أو التّاريخ؟
– لن أقول شيئًا تقليديًا مثل ذلك لكنّي سأقوله بطريقة أخرى
فليس بالدّم نرطّب شفةَ العالم ..
في ليال طويلة قادمة
ظلّت خالة أورا تسرد قصصًا غريبةً
مرّة من أجل أنْ ينام مونترو
و مرّة من أجل أنْ يظلّ مستيقظًا
لقد كان نومه فصلاً ساذجًا من حياتها القديمة
و كان بقاؤه مستيقظًا نظرةً شاهقة
على إعتبار أنّه سوف يجد فرصته في الموت ..
لكنّه في الليلة الأخيرة بعد أنْ ضاجعها
كأستاذ متخصّص في التّاريخ
قال لها :-
لا تسردي شيئًا من قصصك أو من قصص نساء أخريات
بعد الآن
لقد عشتُ كلَّ تلك القصص
في الجّزء الصّغير من حياتي، الجّزء الّذي يعني
البحث عن أورا !
…
يحزّم مونترو حقيبته صباحًا مغادرًا النّزل
الوحيد في مُخترَعه الأوّل ..
على أطراف أصابعه يُخرجُ نفسه حتّى من دون أنْ يوجّه كلامًا عابرًا للعجوز
ثمّ يفزعُ من أنّه ضيّع العنوان إلى بيت أورا
و اخترع عنوانًا طريفًا إلى بيت كارلوس فوينتيس!
▪▪▪
#عامر الطيب