شعر فصحى

عبد السادة البصري العراق

سباخ

( سباخ ….)
# عبد السادة البصري

وتفزُّ العصافير من حلمها المستريب مرعوبةً
سبخ ٌفي الغصون
سبخٌ في القلوب
سبخٌ في الشجر !!
المدينة التي أرضعتنا البراءة يوم جئنا ،،
أشاحت الوجه عنّا
والدروب التي قاسمتنا التسكّع في الأمسيات ،،
بادرتنا الرحيل صوب المرافئ
والقرى التي طارحتنا الغرامَ ،،،
تلمُّ النخيلاتِ من حولها كي تهاجر
العصافير تبكي
والحماماتُ تنسى الهديل ،، على الأيكة الفارغة
سبخٌ في العيون
سبخٌ في الدروب
سبخٌ في الحجر !!!
الوريقات تهوي إلى الماء مكلومةً
والعباءات تُطوى على الهمِّ
ويأتي الهدير …
دويٌ يهزُّ الفؤاد،، وسقمٌ يهدُّ الجبل
صراخٌ …عويل …
عويلٌ …صراخ …
وأحلامٌ ظامئةٌ للنسيم
موتٌ فقير ..
وليلٌ سيأتي ،، ليسهو الصباح،
كلَّ شمس التلاقي
طرقٌ خاويات … ونساءٌ تصلّي لأجل المطر !!
ــ إنه الضيمُ يا صاحبي !!
ــ أين بوح الضياء ؟؟!!
سبخٌ في الظنون
سبخٌ في السهوب
سبخٌ في القمر !!!!
لم يزلْ دفءُ ضحكِ الصغار،
عالقاً في الشبابيك حدَّ التوقّد
والحكايات تجثو عند المواقد حتى السَحَر
القرى المستباحةُ تصرخ ملء أفواهها
والكلاب التي أتعبها السيرُ خلف القوافل
ترجع مطرقةَ الرأسِ حدِّ البكاء
الجداجدُ تهفو لدغدغة النور قرب الفوانيس
تنسى امتصاص الليالي ،
لضوء السراج
النجيماتُ تنأى ….
تهوي النخيلاتُ محنية الظهر
والحشائش ترسلُ أشجانها للضِفاف
وتقعي البلابلُ مقصوصةَ الأجنحة
إنها السرحة البارحة
يا لحلم العصافير التي ترتدي الغيم صارخةً
سبخٌ في السماء
سبخٌ في العقول
سبخٌ في الرؤى !!!!!

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً

إغلاق
إغلاق