سالم محسن ((حين يعود السلمون إلى أعالي البحار))
مرثية
تحت زرقة صاغرة
يوزعُ النهرُ موجاته
على الضفتين ،و يعاين القادمين طويلاً
يدسُ السكونَ في الأعماق ،ويوغلُ عتمةً ، يوصي الفجر بأحرف كسولة
أما الأسماكُ فقد كانت تصنعُ لها مخبئا
في الطين و الطحالب و الإعشاب
عند المراكبِ الغارقةِ
و الزوارق ِالعاطلةِ،
في القوارب المربوطة بحبل إلى جذع نخل ..
أو إلى عمود كهرباء _المرساة ،
في القوارب التي تنتظر الجفاف
***
نهرٌ كالتابوت
يجري تجاه قرى النسيان ،
في العشوائيات يُلغي شهادة ميلاده ،
الشطآنُ لا تذهب أبعدُ من أنف النهر
النهرُ لا ينأى بعينيه عن أسماكِ الشطآنِ ،
نهر كالتابوت ،
يجري ،ولا ….
***
بين الرواح و المجيء
الطالبُ الجامعيَّ يطلقُ (الهيهيع) لطالما لَمْ يُنهِ الفروض َ
الوقت سدىً ، والفروض سدىً
أنها ضَحِكَات النهرُ
ضَحِكَاتُكَ
حين لا تُريد ( العَبّارة ) الوصول بالركاب إلى الضفة الأخرى
حين تهزأ الأمواج والرياح
عبثاً يجر النوتي الحبالَ الألف
ويدرأ بالصياح تلك الحادثة
***
ها نحن هنا
وحيدان ،ههنا
وقد عدنا
ههنا
أرمي صّنْارة !!
– يا لكِ من ماكرة ٍ
– ليتني يا أرملةً الشاطئِ أمتلكُ القليلَ من ألاعيبك ِ
_ ليتني يا حوريةَ البصرةِ أرشقُ خدكِ وردِاً أحمراً وقُبْل
***
طُّعْمُ الصّنْارةِ في عمقِ النهرِ
وخيطُ الصيدِ مكسورٌ ظلهُ في النهرِ
طُّعمٌ تأكله الأسماك
وطُّعمٌ تأكله الأعماق
يا له من نهر يفتُ الروحَ حين الأسماكَ هذا اليوم ُ عنيدةً، سدىً راحَ الوقتُ ،راحَ النهارُ
***
طعم يمضي
وطعم يروح
وليس في كِيس الصَيْد سوى نشوةٌ أبديةٌ وقداحة ٌأُشعلُ فيها جمرةً في الرئة ، وفي العقل
***
ها نحن هنا
ها نحن عدنا
نمضي ونعود
نعود ونمضي
هِجْرَتُنْا واحدةٌ في هذا الكونُ
كأسماك السلمون
نتركُ البيوضَ في المياه العذبة
في قرى الأرض
في أنهارِ المُدْن
ونعود الى أعالي البحار ،إلى الأمواج العاتية ،أنَّى تكون الأمواج ! ؟
13-حزيران -2015
الهيهيع : دالة صوتية ساخرة يطلقها مجموعة محددة من طلاب كلية الآداب في فترة السبعينيات عندما كانت بناية الكلية في قضاء شط العرب.
العَبّارة : وسيلة نقل المواطنين مابين جهتي نهر شط العرب .