«كأنك هنا»
كأني لم أكن إلا هناك؛
أبحثُ عن رسامٍ لا يأتي
في موعده،
وكأنك لم تكن إلا هنا؛
تملؤني تمامًا
فيما القتلةُ متشابهون
والطريقُ مزدحمٌة
بالأحلامِ الملونةِ
والحكاياتِ المكسورةِ
وشيء غير مُبهجٍ
على الإطلاق ..
كأني لم أكن إلا هناك؛
أحاول من جديد
أن أعبر الطريق
عــلى مهــلٍ شــديدٍ
حتى لا تستيقظ المدينة
وحتى تراني الأشياء الجميلة ..
كأني لم أكن إلا هناك؛
أبحثُ عن رسامٍ
لديه الكثيرُ من المشروعات
المؤجلةِ
وكأنك لم تكن إلا هنا؛
تملؤني تمامًا
فيما الفقراءُ
يُقلبون الأرضَ
بحثًا عن فاكهةٍ حلوةٍ
تسُرُ الناظرينَ
أو عن رائحة مكررة
كأنها رائحة دماء
أو رؤوس مقتولة
أو دخان أسود ..
كأني لم أكن إلا هناك؛
أبحث عن أشياء بسيطة
مثل الدمية الرائعة
التي صنعتها لي جدتي
من بقايا القماش
وكأنك لم تكن إلا هنا
تملؤني تمامًا
فيما الحراسُ
مصابون بقصرِ نظرٍ
دائمٍ
لا يقرأون الأخبارَ
الأخيرةَ
ولا يدركون أن الرايات البيضاءَ
لم تعد كذلك!
(سلوى عبدالحليم)