شعر فصحى
احمد بيومي
ﻷصدقائي
الّذين يرمونني بالحجارةِ
ويظنّونَ أنهم يرجمونَ الشيطان
الّذي يخرجني عن النّصّ متعمدًا
أولئكَ
الذين كلّما ألقيتُ على رأسِ أحدهم قصيدةً
يُذكَرُ فيها اسمُ الوطن
سقطَ شهيدًا
ولـزوجتي الّتي تكرهُ الشّعرَ
بقدر ماتجيدُ الطّهي
وافتعالَ الشّجار بيننا
والّتي لا يعنيها
أن أكتبَ الشّعرَ سرًّا
وكأنّني أمارسُ عادةً قبيحةً
أو أموتَ
ولمواليد هذا اليوم 21 فبراير
لا أحدٌ يحمينا
يعذّبنا الشّعرُ في الدّنيا
وفي الآخرةِ يعذبنا اللهُ
المقاهي مكتظةٌ :
أدباء / شعراء / صعاليك
لا يحملونَ هويّةً
أو لغةً مشتركةً
ولكنّهم يحملونَ إثمَ تضميد العالمِ من نزيف الشرّ
كذلك الميادينُ والثكناتُ مكتظةٌ
بعبيد / وعسكر متشابهين أو مستنسَخين
شعارُهم : الدينُ لله والوطنُ لنا
قالت العرّافةُ : تمهلْ
” ذَبحُ ابنِكَ لن يجلبَ كبشًا من السماء ”
صدقَت الكاذبةُ
وصدقَ ذئبُ يوسفَ
ولم يكذبِ اللهُ
ولمصرَ
ساقاكِ منفرجتانِ صوب اللهِ
تستجديانِ هطولَ المطرِ
وقدماكِ فوقَ رقابِ العبادِ..
ولأنّني سأحيا وأموتُ
ولم أبلغ الشّامةَ الّتي تمرُّ بمحاذاةِ نهركِ
وﻷنني لستُ قانعًا بنصف اﻷشياء
ولا بالرّيحِ التي تصادقُ شجرةً
ولا بالشجرةِ الّتي تلدُ فأسًا
ولا بالفأس التي تقتلعُ أمّها ثمّ تدفنها العاصفةُ
وﻷنّني أحبّك أنتِ
أراكِ جميلةً
ما أجملني حينَ أراكِ على الخريطة ..
الجسدُ لكِ وحدكِ
ولي وهنُ الروحِ
أنتِ لي من منبتِ الشَّعرِ حتى أصبع قدمِكِ الصّغير
امنحيني نورَكِ كي لا تصعدَ روحي إلى أسفل وأكونَ أعمى
امنحيني نافذةً كعينكِ
ونفسًا لا تحبّ طعمَ العتمة
لن أنتحرَ
سأقولُ أحبّكِ
يبهرُني أن يأتي صباحُ الخميس
وعلى وسادتي وردةٌ يفوحُ منها عطرُ ” صباح الخير”
وكلّ عام وأنا ياوطني .. شهيد