شعر فصحى

عبد الفتاح بن حمودة /تونس

قصائد قصيرة

 

 

مطلق طبيعيّ

اليد المضيئة تكنس القمر وظلاله
اليد المضيئة ترى أبعد من الأمطار
ترى الرّائحة القمريّة لأمطار اللّيل
اليد المضيئة تُجْرح في الهواء مُفْردةً كاملَ اللّيل

مشهد صباحيّ لشاعر

لم يسمّ نفسه ظلاّ
سمّى رقْصه شجرا وهمى مثل أمطار الصّباح
سمّى نفسه برقا
نام على الرّصيف ولم يجد قمرا يبكي على النوافذ
نام حتّى الصّباح وقبضة يده فوق الأرض
وحدها الأمطار صبّت على روحه قمرا ومضت

سلام سرّي

قطّة رائعة في اللّيل
ضوء شرس في داخلها
قضّت أعواما طويلة
حيث لا مكان هناك ولا أحد
وشوارع كثيرة ممزّقة أمامها

أغنية يدويّة

أنيابها حادّة دوما
ترديداتها تُبلّل الأشجار بألف قطرة ماء
نغماتها المكسورة تملأ يده المضيئة
وأصابعها شمس بنهديْن نافريْن

دفء

طفل ذو شعر ذهبي
وقطّ في اللّيل وقيثارة عمياء لامعة
مات القطّ الرّائع
صرخ العازف الصّغير ذو الشّعر الذّهبيّ
ثلج حزين فوق نوافذ البيت
قيثارة دم العازف دافئة
وأمطاره تأتي من ذهب الموت

مجنون

نجمات معلّقة على جدُران غرف كثيرة
أسودٌ من ورق مزيّن ببهجة التّصفيق وشماتته
كرات وملاعقُ ذهبيّة ملصقة بالأرجل والأفواه
الأفكار والكلمات تسبح في الهواء دون قبّعة
صور أخرى نسيها عن طيب خاطر
نامت قرب مرآته السّاكنة في الرّيح

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً

إغلاق
إغلاق