فئرانٌ لا تصلح للصيد
أربى الحزن خلف عينىَّ ، لا أجد مكانا فارغا فى الغرفة كى أخزن فائضا من الذاكرة ..
ما أتركه من الحكايات يتقدد ويتفتت فى الشوارع مثل كسرة خبز منسية ،
القطط الجائعة تعرف رائحتى
وأنا لا أشبهها سوى فى مرونة البكاء
للمرور من عتبات ضيقة
أخسر كل مرة فئرانا كانت محبوسة داخل العقل
قططى جائعة
وأنا أخمش المرايا
للحصول على إشباع زائف بالذات
ولذا أحتاج وقتا كى أتقن صناعة الندم ،
من خسارات شتى ..
دون الإنجراف بعيدا مع التحطم العشوائى
وإتاحة الفرصة للتأويل
لتجميع خيوط جريمة
كانت ستقع
لولا أن بترتُ أصابعى فجأة
للهروب من مصير أكرره لنفسى !
**
أختار ما أخسره بعناية فائقة
أحدد مكان الشروخ فى الجدران
لا أترك مساحة فارغة من الذاكرة دون ملئها بتفاصيل حلمية ، اختراع جنة بديلة لما كان يسمى بالطفولة ،
أسمح بالبياض رويدا فى احتلال زوايا العين
العمى
أن أفقد رؤية الأشياء وهى تفقد بكارتها
دون أن أحتوى لذتها فى التلاشى والذوبان
كقطعة سكر فى فنجان موسيقى ..
العمى
أن أرى المكان فارغا منى
وأن أحرث أرضا جديدة
لاحتواء ما تبقى من جذورى