قلت :
احمل حزنك و اتبعني
مضيت
توقفت لبرهة
فتحت حقيبة سفري
تفقدت أشيائي
وجدت عطرك و ملابسك و قصائدك
مرتبة في داخلها بنية تضليلي
ما نظرت خلفي
شعرت بكف وفية تستريح على كتفي
ابتسمت
أكملنا سيرنا معا
في طريق بريئة من خطوات الشعراء و الخطأة
سرنا بلا انتهاء !
في منتصف الطريق ..
تعبنا
جلسنا كتفا إلى كتف على حافة منسية
نظرنا باتجاهنا الواحد
رأينا استراحة
تنتصب في أعلاها لافتة
كتب عليها : يمنع دخول الشاعرات و الأحزان
واساني الحزن بقبلة خاطفة
ما نظرت في عينيه
تمتمت بسري : أحس بأني أعرفك منذ الأزل !
شدني فضولي الأعمى ..
من ذراعي الرقيقتين
وقفت
ألقيت غطاء أمنياتي الحار على خلي الوفي
قادتني قدماي إلى نافذة تلك الاستراحة المتوحدة
نظرت من خلال قضبانها الشائكة
ذهلت
بقيت لدقائق معدودة
أجمع في رأسي مشاهد ميلودرامية
دماء بنفسجية
فساتين راقصة
قصائد متوحشة
كذب أسود
قهقهات مدوية
ألوان باهتة
دموع فرح مغتصبة
خناجر ورقية
أقلام وردية متكسرة
حناجر شوكية
خطايا مباركة
تعويذات من شعر
أزمنة كاملة
ضفائر مبتورة
و شعراء عزرائيلو الهوى !
عدت أدراجي مسرعة ..
تعثرت
أدميت حواسي الخمس
سمعوا صوت طقطقة عظامي
فهبوا جميعهم خلفي
أمسكت بالحزن من ياقة روحه
احتضنته
أيقظته من غفوته
مضينا مجددا
و صوتهم الآثم يعلو من ورائنا
من أنت ؟
ما تلفت إليهم
صرخت بملء عجزي
أنا امرأة الأساطير القديمة !