شعر فصحى
منى محمد. مصر
أنا أجدف باستمرار
وأنت لستَ زورقي الوحيد ….
أعرف جيداً كيف أتعامل مع البحر
تتحول ذراعاي إلى موجتين عاليتين
ويصير جسدي جذع شجرة
هذا ماتفعله النساء وسط الغرق
تسبح بلا وجهة أو تخطيط
تسبح دون خوف
لا تصرخ ولاترتجف
تواصل غرقها دون أن تحبس الكثير من أنفاسها… لاتختنق
تتخلص من جاذبيتها الثقيلة
ولا تستسلم للأعماق
النساء لاتلهث …
إنها تتفتت
وكل جزء منها يتحول إلى أنف ورئة وطوق للنجاة
النساء التي تنادي بأعلى صوتها
لاتطلب النجدة
بل تطلب الفراغ…
ذلك الحيز الذي يمكنه أن يستوعب أجزائها المتناثرة حولها وقلبها الخشبي العائم فوق سطح المياه وهو ينبض بصمت.