شعر فصحى
صدام الزيدي. اليمن
فراشات بحر الصين
صدام الزيدي
Litters 2018
ملف جديد يندلع أملاً أنشأته للتو،
كما أنشأت ملفًا ثانيًا لوجعي،
وثالثًا لطلوع الحزن التي اصطادتها أناملي،
ورابعًا خصصته لقصيدة الحرب
وخامسًا لكتابة التجاعيد
وسادسًا لهزائمي
وسابعًا لإشراقاتي
وثامنًا وتاسعًا لذكرياتي حين كنت في الإعدادية
وتوقفت عند ملف مزود بمقابس غامضة، احترت أي عنوانٍ يليق به…
تداعت فراشة صغيرة إلى متكأي بينما كتبت عنوانًا مترعًا بالتحدي
ثم لاحظت أن فراشة أخرى تداعت؛
كتبتُ: “ملفًا أمميًا”..
ضحكتُ، حينها، حتى تداعت ثلاث فراشات أخريات
قلت في نفسي: ما هذا؟ ملف الفراشة، لتوي حذفته.
أصغيتُ إلى:
وشوسة أثير.
نواحٌ بعيد.
عجوزٌ تبكي مستقبلها الضائع.
وطنٌ يتنصّل من ملابسه ويتهرّب عبر البحر.
أغنيةٌ منسيّة.
سبعمائة أحجية تحللن وانقرضن.
ملف اضافي أسميته: الملف 23/ القضية صفر/ أرشيف مهمل.
فراشة تحولت إلى فانوس ضوءه أزرق
أخرى انسكبت في أغوار ورأيتها ترقص عند آخر منعطف، قبالة بحر الصين.
الثالثة تحولت إلى شبكة ألياف معقدة.
أخريات طالهن حجب الكتروني.
قرّرتُ لوهلةٍ:
الفراشاتُ يبعثن على الحزن
الفراشات يذهبن إلى بحر الصين
الفراشات أزاهير الرب المتسللة ناحيتي
ثم، أشرقت نصوص من بارجةٍ في قلب المحيط
حملها صاروخ غير مزود بصاعق.
ذهبتُ في حال سبيلي.
قفزتُ من نافدةٍ في الطابق الثالث.
كتَبت إلى نسوةٍ عتيقات من “غينيا الجديدة” سيل رسائل، أقتطف منها هذه العناوين:
“فراشات بحر الصين أنهكنني”
“كنت أهوي ولا أصل”
“فراشةٌ تتمرّنُ أخيرًا على أنقاضي”
“فراشةُ انتحارٍ رقميّ”.
إلى برج مراقبة:
هل تسمعونني؟
………….
نهاية هذا النص تغرق…….