هل آنسك البحر بحديثه؟
هل آواك وأشبعك؟
أو من قبل هذا رد إليك روحك؟
إن هي إلا وشوشات مالحة،
يرشها على جرحك الممتد بطول ساحل
دع عنك هذه الأوراق الدافئة،
وما تدسه فيها من أوركيدا وتوليب
فما دفترك هذا بكل ما فيه من احتراق،
إلا رماد حبيبة
يلقيه هندوسي في نهر الجانج
ستعرف أناسا ملعونين،
إن يسلبهم الحب شيئا لا يستنقذوه منه،
لكنهم_بوقاحة_يغمسون إبرتهم في قلبك عمدا،
ويشفطون _بوحشية _هذا القلب الطفل،
كأنما ينهش الجوع بطونهم،
ويتركون روحك خربة،
ملأى بالتجاعيد!
لأكن رحيما بك على أي حال،
هلا تخففت من وقارك بعض الشيء
تعال هنا مختارا كمقطوع من شجرة،
لا يدب بأوصاله حنين إلى شيء يذكر
تعال ناقما وسافلا ووديعا كأبناء الشوارع،
وردد معي بكل ما أوتيت من حقد:
اللعنة على الأغنياء
الذين لا يسبحون بحمد ربهم إلا عند رؤيتنا!
إلههم المال الواحد الأحد!
تعال ثائرا شجاعا محمولا على الأكتاف
ك “أربيجيه” وأطلق هتافك صارخا:
الحكومة الطاهرة تابت بعد الثورة،
وأصبحت تقود بنفسها مصالح الأغنياء على أكمل وجه!
أراك الآن هدأت!
حسنا يالك من بائس محظوظ بقدر محبتك فقط اخلع نعليك
لسوف تهبط أرضا بيضاء،
ذاتية النور والعطر أبدي عطاؤها
لم يؤت لأحد قبلك أن يلجها،
ولا ينبغي له
ما عليك إلا ان تطأها محبا ومتيما كوليّ!
فالأرض أرضك من أول التكوين،
حتى فناء الخلق
كن غزيرا وصائبا كالمطر
طف على كل بقاعها كمولع بالجغرافيا
انبش في صخرها مترفقا
وارسم حدائق ذات بهجة
شيد قصورك على شواهقها بفن
ويسر مجالا لانسياب النهر في واديها المقدس،
كي تصنع الأمجاد كالأجداد،
يا ذا الإرث والنسب
واعشق فتاة بسيطة
كالندى،
تطلب ودها الموسيقى!