شعر فصحى

عباس رحيمة

لو ..
لم يتزوج أبي وأمي
أنجبت الحلم …
وبنينا بيتنا من خيوط العنكبوت
حلَّقنا في فضاء العدم
أصبحنا أشباحاً ترفرف
فوق رؤوس الحالمين مثلي ..
اليوم حملتُ حقيبتي ..
ملأتها تمراً وجعبتي ماءً
وذهبتُ إلى مقبرة وادي السلام
إلى مثواه ، معاتباً إياه ..
من أخوة يوسف أكلوا الذئب
رموا البئر بألف لعنة
غير آبهين بأن يعاتبهم الأب
بدموعٍ من الطوفان
قلتُ له وأنا أقف أمامه
حاسر الرأس .. لو .. لم ..!
لما ولدت ألف آهٍ في صدري
ولما كنت أنا .. ولا تيتمَ البئرُ
وأصبح أغنية في حنجرة شاعر
لو .. يا أبي .. هربت خارج
حدود بلد الأم وأنجبتني
لأورقتْ حدائق من زهورٍ
ولأصبح قبرك رياضاً من الجنة
لو هربتَ قبل أن ترتكب الخطيئةَ ، وتلهم تفاحة أمي
لما طردتَ من الواقع
وأنجبتَ أبناءً يتشاجرون
كل يومٍ على رغيف العيش
وعندما يزهقهم التعب يشتموك
يستغفروا الله ..
ينامون حالمين بوطنٍ
تركضُ به الفراشاتُ
وقبورٍ ترفرف فوقها الورود

/ عباس رحيمة /

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً

إغلاق
إغلاق