شعر فصحى
الشاعر ابراهيم المصري
ماذا أقول لكم عن الألم
وأنتم تعرفونه جيداً
حاضراً بما تيسَّرَ من هداياه
من ألمِ الأسنان إلى عِرقِ النِّسا إلى الحزامِ الناري
ومن الفقدِ إلى فواتِ موعدٍ مع الموت
وإن كان لا مناصَ من حكاية
فبوسعي أن أقولَ لكم
الجسدُ الإنسانيُّ كلُّ الحكاية
ما أن يُزلقَ موسوماً بالبراءة
إلى أن يُدفنَ موسوماً برحمةِ الله
ثم إنَّ الحكاياتِ كثيرة
منها مثلاً
أنَّ الألمَ في الغالبِ لا يضرُّ ولا ينفع
وإن كان ينهش
مُخلِصاً في بيانِ أصلهِ الوحشي
حيث الطبيعةُ طحنُ حقائقَ بحقائق
ثم تنمو الحكاياتُ كعشبٍ بريٍّ
ووحده رجعُ الصدى
ما يورقُ في منابتِ الأسنانِ التي سقطت
والضروسِ التي جوَّفها السوس
في دأبِه إلى إلتهامِ القلب
وتلك حكايةٌ مثاليةٌ عن قلبٍ يلتهمه السوس
ولا شأنَ لنا الآن
بما نسمعه في وسائلِ المواصلاتِ العامة
لأنَّ المحنةَ والخروجَ منها لا يلتقيان
إلَّا بأخذِ الألمِ على مَحملِ الجد
ويومَ القيامة
قد يغفرُ اللهُ أكثرَ للذين آثروا الصمت
ولم يقدموا الألمَ على السؤالِ عن مغزاه
وإنما جلسوا صامتين
في الزوايا الأشدِّ عتمةً من بيوتِهم.