الليلة بيانو
صغارٌ يصوغون بهجَتهم من سلمِ “دوماجير”
يستحدثون لغةً مجرمة
تعزفُها الأصابعُ
دون رماحٍ أو مصاحفَ
واقفون على المدى قطعانًا من نشيج
يقتحمون الذكريات بوقاحةِ
كان عليَّ تغييرُ عاداتي
دون أن أشهرَ حطامي
حتى تولدَ بقلبي حقيقةٌ
أكتشفها وحدي…
قد تكون تجربةً
لا تستحقُ العدو كثيرًا
أو ترجُ الأرضَ بلا صفحٍ
من الكلمات المدغمة
آه يا سرعةَ التحولِ
لو كان اسمُك امرأةً لكُنتها
ولتخففتُ من تراجيديا شعرةِ معاوية
من كان منكم عُصامي الانكسارِ
كغروب على بابِه أنفضُ عزلتي
المأهولةَ بالأسماءِ والأماكن
التفاصيلُ تحفر آبارًا قديمة
ترشُ الشروخَ بسلامٍ على الراحلين
صوبَ نهايةِ الأسبوع بلغةٍ بسيطة
لأتركَ هذه الفوضى جميعها
وأخلدُ للسكينة
في حجرةٍ تخصني وحدي بين قافيةٍ نجتْ
من القتلِ العسيرِ ووسادةٍ مسهدة…
الآن
ماذا سأفعل بحريتي
– لن أضطرَ إلى تركِ بابِ الحمامِ مفتوحًا
لاتقاءِ الطَرْقِ اللحوح
– أطوفُ العالَم بمنطادٍ
ولا أنتظرُ أخبارَ الأدبِ ليلة السبت
– أقصُ شعرَ هذا الرجلِ فينهدمُ المعبد
وأمضي لشراء عشرِ دجاجاتٍ تبيضُ الصحو
– أهجرُ الميري وأتمرغُ على الحشائش
في زرقةِ الفجرِ
ولا أحتفي بالترابِ المؤجلِ من وطن…
– أقابلُ الشمسَ ولا أخشى تجاعيدَ
تطوفُ بي بين آنيةِ الهلع
– أخرجُ حاسرةَ الرأسِ دون
غطاءٍ يطقِّسه سدنةُ وقر السماء
– أرجئُ قراءةَ مقالاتٍ لم أرسمْ
في فضاءاتِها مشيئتي…
– أكسرُ كلَّ الإيقاعِ وأتعلمُ كيف أصبرُ
على سماعِ “فورليز” عدة مرات
في اليوم والليلة حتى تتقنَ العذراءُ
ترنيمتها بالأبيضِ والأسودِ
أو يصحو “بيتهوفن” ليصححَ وضعَ
الأصابعِ على “الأربيج” فلا يحطُمني
النشاز
– أو أتعلم أن دروسَ الصولفيج
لا تحتاج كل هذا العناءِ
بين “بيمول” و “ماجير”…
آه يا سرعةَ التحول
ماذا سأفعل بحريتي ووحدتي المشتهاة…