لرسم من أجمل الفنون وأسماها، لغة يُعبر من خلالها الانسان عما بداخله بأجمل الألوان، فن ليس له مَلكة لو رأيت صورة يمكن أن تفسرها أنت بشكل وإنسان آخر يفسرها بشكل آخر وتلمس داخله منطقة مُعينة، تخيل كل الأحاسيس الرائعة تلك يُوجدها الرسم بداخل طفلك، وأكثر من ذلك حيث وجد الخبراء أن أهمية الرسم للأطفال كبيرة في جعلهم يعبرون من خلاله عن أفكارهم وأحلامهم وأحاسيسهم أيضًا.
الرسم بالنسبة للأطفال يمكن أن يكون وسيلة للتسلية والمتعة لتنمية مهاراتهم العقلية وتغذية روحهم، ويمكن أن يكون في ذات الوقت علاجًا سلوكيًا ونفسيًا لزيادة ثقتهم بنفسهم وتنمية ذكاءهم وكذلك تهدئتهم وتفريغ طاقتهم ومشاعرهم السلبية وتعديل طباعهم الغير مرغوب فيها من عصبية وعِند إلخ.
الرسم بالنسبة للطفل ليس مُجرد شخبطة
الرسم وسيلة يعبر بواسطتها الطفل عما بداخله ويعرفها بشكل تلقائي منذ مراحل نموه الاولى، كل ما عليك فعله هو إعطاء الطفل ورقة وقلم وستجده يبدأ في الحال بعمل خطوط بطريقة ما.
تلك الخطوط قد تكون بالنسبة لك مجرد شخبطة ولكنها تعبر عن شئ ما من وجهة نظره، ولذلك نجد أن الإنسان البدائي قد تعلم الرسم قبل الكتابة والقراءة والدليل الرسومات الموجودة في الكهوف من العصر الحجري.
وكذلك الأمر بالنسبة للطفل حيث نجد أن الرسم هي أول المهارات التي يستخدمها للتعبير عن نفسه، وبالطبع بشكل متوازي مع باقي وسائل التعبير الخاصة به كاللعب واللغة.
حيث من خلال الثلاث وسائل التعبيرية “اللغة واللعب والرسم” يحاول أن يصل لمستوى الكبار واسترعاء انتباههم، حيث نجده يعبر بالرسم عما بداخله.
مراحل المتوازية بين اللغة والرسم عند الأطفال
أكد الباحثون أن تطور استخدام اللغة للطفل يسير بشكل متوازي مع تعلمه فن الرسم، ولخصوا هذا التطور في 7 خطوات وهي:
1- مرحلة الخطوط: وتلك المرحلة في الرسم تقابل مرحلة الصراخ في اللغة، وفي الحالتين يقوم الطفل خلالها بحركات غير مقصودة.
2- مرحلة الشخبطة: هي المرحلة المقابلة لمرحلة المناغاة في تعلم اللغة للطفل، وحي عبارة عن مجموعة غير منتظمة من الخطوط قد تمثل أو لا تمثل أي شئ بالنسبة للطفل.
3- مرحلة الشخبطة بالألوان: يقابلها مرحلة المنافاة التي تنطوي على شئ من القصد، حيث يحاول أن يمثل في الرسم والتعبير عن حبه للنظام من خلال تلك المرحلة.
مع العلم أن الطفل لابد أن يتجاوز تلك المرحلة ببلوغه 6 سنوات وإلا سيكون متأخرًا عقليًا.
4- مرحلة الرسم الرمزي: تقابل مرحلة الكلمة الواحدة في تعلم الطفل للغة، والتي تقوم مقام الجملة.
ويمكن أن يقوم برسم شئ دون إدراك الحجم أو المنظور، أو جزء منه والذي أثار انتباهه، وتلك المرحلة تكون في سن 3 أو 4 سنوات.
5- مرحلة الرسم الاجتماعي: توازي تلك المرحلة مرحلة الجملة المكونة من بضع كلمات، ويمكنه من خلال رسمه تشخيصه وتسميته.
6- مرحلة البيت الشفاف: في تلك المرحلة لا يهتم الطفل بالنموذج الخارجي، حيث يلاحظ أنه قد يرسم وجهًا ينظر بالجنب على جسم مواجه، وتلك المرحلة يمكنأن تستمر ل 6 سنوات.
7- المرحلة الأخيرة: فيها يهتم الطفل بكل ما يسير حوله من أشخاص وحيوانات ويمكن أن يرسم رسومات لقصص سمعها من مُخيلته.
فوائد الرسم للأطفال
طريقة للتعبير عن احتياجاته ومشاعره الداخلية.
يمكن للمحيطين بالطفل اكتشاف أسرار شخصيته وعقليته من خلال الرسومات التي يقوم بها.
الرسم يعتبر من أفضل الطرق لتفريغ شحنات وطاقات الطفل السلبية.
يعمل الرسم كذلك على تكوير مهارات الطفل وتنمية مُخيلته.
يمكن من خلال الرسم يتخلص الطفل من الانطوائية ويُزيد الرسم ثقة الطفل بنفسه.
الرسم يُزيد من الحس الذوقي والجمالي عنده.
من خلال الرسومات يمكن زرع الكثير من القيم والمبادئ النبيلة في نفسية الطفل.
من خلال الرسم يمكن التعرف على شبكة العلاقات الاجتماعية التي يعيش بينها الطفل، والأشخاص المؤثرين في حياته.
وبالتحديد معرفة مدى علاقة الطفل بأشخاص مُعينين، ومدي حبه أو كره لهم.
التعرف على جوانب القوة والضعف عند الطفل.