الثقافةفعاليات ثقافية

حلا عصام /رحيم صالح

حوار

يقول والاس ستيفينز “الشعر هو سيد الخيال الأعلى” ويقول أيضاً “المخيلة سلطان الإنسان على الطبيعة”
حلا عصام فنانة وشاعرة من البصرة، ترسم منذ طفولتها، ومؤخراً تعمل بالرسم، تعمل على حسب الطلب، تكتب وترسم ثم تنشر على صفحتها في فيسبوك، أجريت معها حواراً بسيطاً أرجو أن يسلط الضوء على ما تفعل

نص الحوار

-أنت فنانة وشاعرة يا حلا
هل تفرقين بين الشعر والرسم ؟
حلا :
نعم أفرق بينهما، فالشعر بالنسبة لي هو البالون المحلق في رحلته إلى السماء، بينما الرسم بالنسبة لي هو خلق مئات التوائم المتشابهة لذلك البالون الذي لم أستطع الحصول عليه، الرسم هو مادة تحقيق الأحلام بالنسبة لي ..

-الفنان أخطر ما موجود في هذا الكون، إنه قادر على محو الأشياء وإعادة كتابتها من جديد، إنه يشكل خطراً على الوجود، حسناً حلا، سمعت أنك تعملين من بالرسم، ترسمين صوراً لأشخاص على حسب الطلب، هل يُعد هذا نوعاً من الإدانة، وإذا كان إدانة فلمن توجهينها ؟

حلا:
بينما يحدث هنا اجهاض للعدالة أنا أدين كل السلطات المسؤولة،وأتمنى فرض عقوبات تفوق الحكم نفسه على ما نعانيه نحن الفنانين من اهمال و تهميش .

-يقول ماكس بيكارد في كتابه عالم الصمت” الصمت في الجسد الإنساني هو ينبوع الجمال” لماذا يهيمن الصمت على أغلب لوحاتك، ما الذي تريدين قوله من خلال الصمت ؟

حلا:
المشكلة أنك لم تعد قادراً على الحديث بعد الآن،الوجوه تنمو في الداخل بشكل سريع للغاية، والمذكرات والأفكار والوجوه يجب أن تُرسم قبل أن تتورم، قبل أن تتحول إلى كدمات مُزرقة،لا حل هنا سوى دائرة الصمت و مئات الأقفال دونما نسخة مفاتيح واحدة !
فلم الحديث إذن ؟
وسلالم الصمت تعلو على حساب مسامير اللغة !

-سمعتُ أنك رسمت عدة لوحات، لأشخاص طلبوا منك ذلك، ولكنهم لم يدفعوا، أو أنهم أغلقوا هواتفهم، ما القصة ؟ حدثينا عنهم وما هي الخسائر؟

حلا :
نعم كثيراً ما حدث ذلك، وما حدث قبل يومين فهو ما جعلني أقسم بالتوقف عن الرسم، فبعد أن تم الاتفاق بيني وبين المشتري على حجم اللوحة وسعرها وتم الحجز بإرسال العنوان الذي كان في محافظة أخرى، بدأت في طلب وشراء القماش والاطارات و الألوان الزيتية ومادة الجيسو وغيرها ومن ثم بدأت في تخطيط اللوحة على ساعات متقطعة لمحاولة تقريب الشبه وبعد يومين بدأت في دمج الألوان واستخراج تدرجات اللوحة ورسم تفاصيل اللوحة المرغوبة في غضون أيام ، وبعد كل هذا الجهد وألم الرقبة والظهر بدأت في تحضير الطرد وتأطيره وتغليفه وإرساله، وبعد أن تم وصول الطلب _في الموعد طبعاً- اتصل بي السائق لمحاولة اعلامي بأن المشتري قال له وبكل بساطة “الغي الطلب ” فما كان مني سوى الاتصال بالمشتري وانتظار الخبر المجاني
ﺑﺪﺃﺕ ﺑﻴﻨﻨﺎ ﻣﺤﺎﺩﺛﺔ ﻫﺎﺗﻔﻴﺔ حتى تأكدت من ذلك دون سبب معروف … ﻟﻮﻻ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻤﻴﺰﺍﻥ ﻓﻲ ﻋﻴﻨﻲ ﻟﻔﻀﺖ ﺑﻜﺎﺀً على هذا العالم الذي لا يقدر فناً ولا فناناً
أتخيل مدى سعادة البلد الذي سيتخلى عن قمامة مثله حتى الكلاب تصفق لذلك!
______________

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

إغلاق