مساء بلا طائل
———————-
القمر الذي ضمّه ظلّه حين بكى
خيّبه اللّيل مثلي وأغرق جميع قواربه.
في عزلتي رأيت انكساره
وغمرني حزنه الصّامت،
السّاكن في شقوق الحيطان
في معابر الهواء
في خلايا الغيم
وفي جذور الأرض،
في لفافة تبغ تتسلّق النّار عظامها
في ستارة تنتظر هبوب الرّيح
وفي مفاصل وردة لوت الأيّام قوامها.
قمر امتلأت به حتّى كاد يراني.
يحدث أيضا
أن تذكّرني أعطاب بياضه
بالنهر الذي يسري مع دمي
فيعشى البصر
وأحتاج ما أضمّ جسمي لركنه
وأقرأ نزيف العيون التي بكت مثلي
في شرفات أخرى
وتحت سماوات أخرى
أقمارها مثلي خيّبها المساء.