( رسالة )
أين أنت أيّها الشّاعر الصّغير؟
أنا زيتونتكم الوحيدة
صرت الوحيدة مرتين
فلم يعد في حاكورة الدّار غيري
فلا درّاقةٌ لتتابع سيرة الحبّ على خدّها
ولا رمّانة لتجعل اتّحاد حبّاتها مشبّها به وأنت تصوّر الألفة بين النّاس
قل للدالية: وداعاً
صارت عيدانها مكاحل لقدور الجوعى
فما عادت تطامن عناقيد حصرمها؛ كي تمحوأمّيته بإلقاء قصائد لأبي نواس
ولن تمنح كرسيّك الحديد ظلال الأكفّ وهي تصفّق لك كما في مهرجان
الكرسيّ يسلّم عليك، ما زال هناك
غائصاً إلى ركبتَيه في التراب
كأنه لن ينسى لك؛ أنّك التقطته من المكّب وأنقذته من معامل الصهر
تمحو صدأه كلّ آذار قطّةٌ، اختارت أن تلد على لبّادته التي كانت مخدّتك العتيقة
أنا زيتونتكم الوحيدة
توءم مشمشة الجيران
توقفت منذ صيف 2012 عن طرحها
وصارت تنحف كما أمّ ثكلى حتّى باعها خشباتٍ مختار الحارة
قل “البرتقالات من ثاني شتاء نامت على الأرض من حملها ولم تقم ”
ورتل “عنق الدنيا” الذي كان يحرسنا من شلح الذباب
أخذته جرّافة العسكر في طريقها وهي تجعل من ركام بيت “صباح “متاريس
أنا أمّ الزيزان
هل نسيت ما كنت تكنّيني به؟
أنا التي حيّرك أخضري الدائم
ورحت تبحث عن سرّي؛ ففشلت كما سابقيك
ومن يومها اخترت أن تبوح لي بدمعك وأغانيك
صحيحٌ أن ظهري انكسر؛ منذ أن انهدّ الحائط الغربيّ عليّ
لكنني ما زلت أتّكئ على ذراعَي جطلك الذي خبّأته في حفرة تحتي
لأنهض، وأقرأ عبارتك التي كنت تكتبها معكوسة فوق بخار الشّاي على بلّور المطبخ
” مرحباً يا صباح ”
وما زلت أرسل أحفاد أغصاني؛ لتأتيني برسائل “صباح” التي لم تستلمها
وأخبئها بالحفرة نفسها
سأقرأ لك واحدة
” كنت الأجمل في المظاهرة وأنت تهتف للحريّة
وصلني مهري حبيب القلب “