الثقافةشعر فصحى

بسمة الأمير

صفق

صفق أيّها المغفل
ولا داعي للقلق

السّماءُ لم تتكّونٔ بعدُ
وهأنت وحيدٌ تحتها ترفع يديك
وتستعدُ لحملها
و يكبرُ البؤسُ في دماملِ يديكَ
ويشيخُ ثوبُك في انتظارِ جميلات يخرجن
من خاصرة الأيام

لا تقلقْ على حزنِك
هو على خير مايرام
نما في زوايا البيوت وتسلقَ جدران
قلبي كشجرة لبلابٍ هرمة

وصمتُك أصبحَ شاباً جميلاً
يشبهُ إلى حدٍّ ما بائعَ علكة أخرس
على رصيف مزدحم بالأموات
هو مثلي يعرفُ جيداً
وجوهَ كلابِ الحراسة
ويعرف كيف تتعقّبُ الكلابُ نصيبَكَ
من العدوى
ويعرفُ متى تخامرُ هذيانك لتعودَ نقياٌ

فيا أيّها المغفّل
لمن تهدي هذا النقاء
وقد نسيت الأبجدية
وها أنت تهزّ رأسك لكلّ المهازلِ ولا يرفُّ لك جفن
ولا يتحركُ في غرفتك الهواء

صوتي العالي لا يثيرُ غيرتَك
ولا حديثي عن الرجال

أفرغُ صحوني
من أحلام الأمس
وأقبل على التهامِ النّوم بشهيّة

ليلي لا يكفّ عن شخيره
وكوابيسي أراها في وضح النهار
في السوق وامام طوابير الخبز ،
في باص البلدية ، وفي الأخبار العاجلة
أراها واضحة مخيفة في المجالس
والمكاتب ودور العبادة

فصفّقْ أيّها المغفل
ولا داعي للقلق
نحن في وطننا نولد بالموت مترعين
ونغنّي للمبادئ والثوابت والحنين
لم يبق من ثوابتنا غير الرؤوس الفاسدة
والملفات المُريبة في الغرف الباردة

مدفونة بقلبي هذي البلاد التي أنجبتْ
طوفانَ حزني
أحتاجك ياوطني فعلّمني
كيف يصير هذا الطوفانُ ماء

.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

إغلاق