{ قبل الدخول إلى حجرة النوم }
———————————————-
لم أطلب منكَ يوما نزعَ شجرةِ الشوكِ،
التي غرستَها في حلقي
حينما يتسلّلُ الليلُ، أجمعُ الأكسجينَ،
وأدسُّهُ في فمَِك،
وأقشِّرُ جسدي بالعسل،
وأمزِّقُ ثيابي كما تريدُ؛
ليعملَ موتورُكَ التالفُ بكفاءةٍ،
تناولْ طعامَكَ ياحبيبي كيفما تشاءُ،
لكن من فضلِكَ لاتدر ظهرَكَ لي بعدَ كلِّ وجبةٍ
واستيقظ قليلا؛
شربتَ نهري كاملا،
وأشعلتَ النارَ في حقولي،
وتركتني أتألَّمُ من شدةِ الظمأ؛
أنا جائعةٌ وبطاريتي مازالت مكتملةَ الشحن
كنت أُصَبِّرُ نفسي بكبسولةِ الحنانِ في الصباح؛
كلماتٌ مرتعشةٌ لممثلٍ فاشلٍ،
وحضنٌ مهترئٌ ليدين تفوحُ منهما رائحةُ النفورِ،
حتى هذا المُسَكِّنُ لم يعد متوفرا؛
كأنَّ فأرا جائعا ابتلعَ لسانَكَ،
ويداك خرجَتا ولم تعد؛
مع أنَّ هاتفَكَ سئمَ من التفاهةِ،
ويداك لاتكفَّان عن الشِّجَارِ مع الفراغ
الأسهمُ التي اشتريناها
من بورصةِ السعادةِ تخسرُ؛
الشركةُ تنهارُ، والعصافيرُ تهربُ من النوافذِ،
صورتُكَ على الحائطِ هي الحاضرُ الوحيدُ،
القبلةُ أغنيةٌ مهجورةٌ،
وشفتاي تعيشُ على رعشةٍ لحُلمٍ قديمٍ،
وقلبي محاطٌ بالتجاعيدِ؛
الأميرةُ تموتُ ببطءٍ،
والخادمةُ تتصدَّرُ المشهدَ
ولستُ متأكدةً إن كنتَ حيا أو ميتا،
كلُّ الذي أعرفُهُ،
أن أستمرَّ في إعدادِ الطعامِ
لهذه النباتاتِ الصغيرةِ،
وأطمئنَّ لوجودِ ملائكةٍ خضراءَ،
تلتقطُ الكوابيسَ قبل الدخول إلى حجرةِ النوم.
————————————-
( كمال أبو النور )