الثقافةشعر فصحى

محمد ربيع حماد

مصر

إن عشنا؛ سنلتقي..
سيضيقُ صدركِ من غُبار الأسئلة
تتوارىٰ عيناكِ
ثم تخبرينني أنكِ آسفة
وأن هذه العزلة صحصحَت مخاوفكِ القديمة
فعدتِ تلتهمينَ أقراص المنوِّم بغباءٍ
بحثًا عن أمانٍ كاذبٍ في ساعة نومٍ
سأقترب منكِ بمقدار خطوة
وأعيدُ إليكِ بغير اكتراثٍ ذكرياتكِ العارية!

إن عشنا؛ سنلتقي..
ستخبرينني أن دفئك لم يكن بركانًا
وأن هذا العمق..
الذي غرقَت فيه قشَّة اختباري
لم يكن إلا سرابًا
وأنكِ بسيطة كابتسامة طفلٍ، رقيقة كالندى
وما كان مهرجانُ خيلائكِ إلا ادعاءً
وبينما تخترقُ حواسكِ أخبار الموبوئين حول العالم
تتغرغرين بمركَّب الخلِّ والملح والليمون
وتعقِّمين يديكِ علىٰ مضضٍ بالكحول
سأقترب منكِ بمقدار نصف خطوةٍ
وأصفقُ لصلابتكِ الواهية!

إن عشنا؛ سنلتقي..
ستفرُّ منكِ شخوص مسلسلكِ الطويل
ويبقىٰ وجهكِ الحقيقي وحيدًا على المسرح
يعدِّدُ المشاهد المحذوفة
ضجركِ من النظر إلى سقف الغرفة
رعشة أطرافكِ البردانة
أنينكِ الذي لازلت أسمعه وحدي
بعد كل محاولةٍ للفتكِ بشيطان الوحدة
سأقترب منكِ بما لايسمح بمرور الهواء
وأضعُ نهايةً صادمةً لهذا العرض!

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

إغلاق