الثقافةشعر فصحى

سونيا فرجاني

العنوان: طيور الحصاد

ليل أصفر
لايذكر شيئا عن فزّاعة النهار وعنك.
لاينطق،كأنه يرقد في غابة تيتّم ذئبها
فباغته الاَسْوَد
من خرقة عينين ذابلتين في الريح.
هل أهذي؟؟؟
هل هذا هذيان؟

لن أشعل الأربعين
ولاباب الشجرة
سأنثر السّمسم على وطأة الطقس
وسأسرق قرشا أبيض
لا يأكل غير السردين.
أين أضع القرش؟
أمضغ لحمه نيئا؟أم أتقاسمه مع الغول؟
لاتخبري أحدا عني أيتها الألوان الغامضة
تساويْ مع الحقيقة
أو تغاضيْ عنها.
آتركيني أرتّب المصابيح
بحسب جهودها أثناء الظلام.
سأترك عظام القرش
أمام البيت
تتزلج عليها أحلامي الصغيرة
وتختبئ تحتها الأحلام الأكبر سناّ.
ستكون محض صدفة
لو أنك تعثرت بذيل السمكة الكبيرة
ووقعت في أزرق بقي من أحشائها
وجال بصرك أسفل الشجرة
أتعرف الشجرة التي تركت لك تحتها خبزا وجبنة ذات صيف؟
هناك
ثمّة حلم عالق
تشبث به
أو تعلّق،
لتقف وتشعل الأربعين.
أنا خانتني ثقتي بالعالم
فلم أستطع أن أوقد عود الثقاب
وخانني لهفي على القصيدة العظيمة
فقطّعتُ أوصال السماء.
تكسرت نجوم فوق البحر
رفعت ماءه
فتشتع مائي.
لاتظن أني أبدو خائفة
ولا تستيقظ من غوفتك متثائبا أو متثاقلا،أو مزهوّا.
اللصوص
زرعوا السمسم
في القمقم،
والمصباح لا يتاح لكائنات الصباح.
حاول أن تحتشد قرب الليل
أو قرب جثث الشعراء الذين ماتوا،ومازلت أحبهم.
سينزل الثلج الأصفر هناك
وسأنزل من سماءات منفصلة.
لبضع دقائق فقط
سأقبلك
ثم أعود صوب مَزارع التوت
أعري فزاعاتها
وأوزع الألوان على طيور الحصاد.
سونيا الفرجاني
تونس

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

إغلاق