صمت خطوه يلمس الموت
“محمد عبيدو”
أيها الصمت
المطل على قلق ابدي
القادم لبرهتك اللغات ، كجرح نوراني
كنسيان
كوحشة تخلط الرعب باللذة
كعجلة تدور – مركزة صوتها – على الحنين
أنصت ، أخر الليل ، لثرثرة حفار القبور
يتلو هوسه لخرائب الفقدان .
أيها الصمت
اترك فسحة للفتى
وهو يداري حب الشباب
عن وجهه
ويترقب البياض المنسل
من أعناق الفتيات
ليصنع اللحظات في أقصى فتنتها.
أيها الصمت
سنأخذ على محمل الألم
هروبك
خطوك الذي يلمس الموت .
أيها الصمت
كل شيء على استعجاله المخيف
كركض الشهوات
مداريا- في غفلة الأشياء – هواء اليقظة الكسولة
للجمال المتعب .
أيها الصمت
دع الصبية المأخوذة بالحنين
تنض لباس الورد عنها
لتمضي مع رغبتها
وأغنينها المتناثرة بالريح
إلى أخر لهاث الحلم والخطيئة
ليعرف قلبها البحر.
أيها الصمت
بعد انتهاء الحرب
لم يعد ثمة فراغ لأن كلّ شيءٍ بداخلنا .
أيها الصمت
أنصت لرغبتنا العصية
في شحوبنا الأخير
لا تأخذ على محمل الجد
جريان هذا العالم .
أيها الصمت
دع الجالس على شرفة الضجر
في النسيان
يزيح ظلال القتلى
من كأسه
ليقف على باب الشغب .
أيها الصمت
دع المتحاربين
في ساحات معارك المدن البعيدة
يضمون يدا بيد
دع الضوء يدركهم في منازلهم
دعهم يرتاحون لقلوب أمهات
يغزل الانتظار
مطر لهفتهن
لا تترك روحهم تصدأ بالحسرة.
أيها الصمت
أيها الموت ، أيها الجنون
على الحافة اللامعة للعالم
أفكر بطعم الهلاك
هذا الآخذ بمجامع الخرافة
التي يصرخ فيها الأمل بنهاية الكون .