تقويمٌ شخصي
باقر صاحب*
عامٌ يموت
عدٌّ تنازلي
يُسجرُ تنورَهُ لالتهامي
شمسٌ تتصلَّبُ في سريرِ اليأس
ترتجفُ من سفالةِ طيورِ الظلام
مدينتي تموتْ
هواؤُها جريحٌ وأرضُها قتيلة
حبيبتي
ترعى القيودَ
حين تؤوبُ في المساء
تنامُ مع قصيدتي شغفاً بالحرية
(2)
عدٌّ تنازلي
ينتفضُ على الذاكرةِ:
كيفَ نَفتكُ بيأسِ الشمسِ من إذابةِ القتلة
كيفَ نُحسنُ تذهيبَ شيخوخةِ آلامنا
خساراتُنا
تيجانُنا
كيف نرصِّعُها بقليلٍ من ماءِ الحلم
أقدامُنا
كيف نُرضعُها وثباتِ العشق
عدٌّ تنازليٌ
يصرخُ في وديانِ الذاكرة
يرتدّ صدىً بلونِ النحيب
هل الرحمُ قمة
والولادةُ هبوطٌ أخضر؟
هل القبرُ رحمُ الجسد
الخلودُ رحمُ الروح؟
نهبطُ من برجٍ الخلودِ إلى عدّادِ الشارع
نسهو عن العد
نهربُ من مضبطة اليأس
نشمِّسُ رغيفَ أمل
فيما عدّادٌ أسود
لايسهو
لا يهربُ
وقودهُ أعمارُنا
أفتح عينيَّ على كونِ خمسينَ عاماً
كأنني لم أرَ عمراً
أغمضُهما
كي تضيءَ الأكذوبة
وأخرجَ من القاعة بشوشاً
بأنني عشتُ شريطاً أبيض
لم يتعفَّرْ بعد
صاحبي قال: عنوانه عدٌّ تنازلي
عدّادٌ لا يسأم
من تعفيرِ جباهِنا
بملصقاتِ فقدانِ صلاحيتنا للحياة
عدادٌ لا يثملُ من احتساءِ دمائنا
عدادٌ لا يروي لنا
كيفَ سيبقى وحيداً بغيابنا
كيف يصحو من دونِ ضجيجِ صباحاتنا
كيف ينامُ من دون سماعِ اسوداداتنا
معلَّقةً في حبائل فجرٍ جديد؟!
*شاعر وكاتب وصحفي عراقي